
للتواصل معنا
ملخص رواية زمن الخيول البيضاء للكاتب إبراهيم نصر الله، هي العمل الذي طالما انتظرته النكبة الفلسطينية كي تروي فصولها الغائبة وتفضح صمت التاريخ، هذه الرواية ليست مجرد قصة بل مرآة عميقة تنعكس فيها تقاطعات الهوية والوجع والأمل، كتبها إبراهيم نصر الله كمن يهمس في أذن الذاكرة الشعبية، حارسًا لها من النسيان، ومؤرخًا لجراحها بحبر روائي شفيف.
تتوزع رواية زمن الخيول البيضاء على ثلاثة محاور سردية تحمل عنوان الريح والتراب والبشر، لا يخفي نصر الله رمزيته، فـ"الريح" تصف نشأة الحياة، و"التراب" أرض الصراع، و"البشر" هم وقود الذاكرة والملحمة، وسط هذا التقسيم، تسير الحكاية التي تتتبع مصير عائلة فلسطينية تشكّلت أقدارها على صهيل الخيول وقسوة المستعمر وحنين الأرض.
ما الذي يجعل الخيول تحضر بهذا الزخم؟ ليس فقط حضورًا جماليا، بل ميثولوجيا تعبّر عن الحرية والعراقة والانكسار أيضًا، الخيول البيضاء لا تسير في النص ككائنات فقط بل كرموز، تتماهى النساء مع خيولهن ويتناغم الرجال مع صهيلها، يكتب نصر الله بأسلوب يخترق العظام: الخيول هنا شاهدة على الجرح الفلسطيني، راوية للصراع الذي لم ينتهِ.
بين نهاية القرن التاسع عشر وعام النكبة 1948، تدور أحداث رواية زمن الخيول البيضاء ضمن حبكة ملحمية جمعت شهادات حية ووثائق وشذرات من الموروث الشعبي، نصر الله لم يكتب فقط، بل استحضر ذاكرة الأرض، ما يلفت أن هذه الرواية لا تكتفي بوصف الخارج السياسي بل تُغرق القارئ في تفاصيل الحياة اليومية، الحب، الغدر، الرغبات، الموت، ومظاهر الفرح القليل الذي ظل يقاوم.
في قلب الرواية يقف بطل شعبي لا يحمل اسماً لامعًا، بل وجها مألوفًا لكل فلسطيني قاوم بصمته أو بندقيته، يقول: "أنا لا أقاتل كي أنتصر بل كي لا يضيع حقي"، هل هذا صوت رجل واحد؟ أم صدى لأمّة بأكملها؟ كأنما الرواية لا تصنع بطولة فردية بل تذيب الذات في الجماعة، وهذا ما يجعل تحليل رواية زمن الخيول البيضاء بحثًا في النفس الجمعية لا الفرد.
رواية زمن الخيول البيضاء ليست فقط سردًا ملحميًا، بل وثيقة مشحونة بالعاطفة والانتباه التاريخي، نُقلت إلى الإنجليزية وترجمتها نانسي روبرتس، وصدرت عن منشورات الجامعة الأمريكية في القاهرة، دخلت الرواية القائمة القصيرة لجائزة البوكر 2009 ووصفتها سلمى الخضراء الجيوسي بأنها "الإلياذة الفلسطينية"، ربما لهذا أصبحت زمن الخيول البيضاء goodreads من أكثر الأعمال التي يسعى القرّاء لتقييمها وفهمها.
يقول النقاد: إن نصر الله لم يستند إلى السرديات الجاهزة بل فاجأ حتى مَن يعت فلسطين، فقدم عملًا ينبض بالروح، أما عبد الله رضوان، فعدّ الرواية نقلة نوعية لأنها تغوص في العمق الفلسطيني بتقنيات فنية شفافة تلتقط حضور الشهداء والموتى والأحياء جميعًا، وبين هذه التقنيات، تلمع الخيول البيضاء كنجوم الليل.
إن كنت تسأل كيف يمكن تحميل رواية زمن الخيول البيضاء أو تحميل كتاب زمن الخيول البيضاء فاعلم أنك لا تبحث عن كتاب عادي، بل عن ملحمة تؤرخ، وتحلل، وتخاطب، وتبكي، وتثور، فلا عجب أن تبحث عنها كـ رواية الخيول البيضاء أو أن تكتب ببساطة "زمن الخيول" لتجد نفسك أمام نصّ لا يشبه إلا ذاته.
إذا أردت إثراء حصيلتك المعرفية والأدبية بإمكانك الاطلاع على الكتب الآتية:
رواية الطنطورية تأليف الكاتبة رضوى عاشور
رواية ثلاثية غرناطة تأليف رضوى عاشور
كتاب أطياف من تأليف رضوى عاشور