
للتواصل معنا
ملخص كتاب وحي القلم للكاتب مصطفى صادق الرافعي، كتاب وحي القلم هو صورة الأدب في أجمل ملامحه وروح الفكر إذا سُكِبت في كلمات تنبض بالحياة، هو العمل الذي وضع فيه مصطفى صادق الرافعي خلاصة تجربته وزبدة مشاعره ونور بصيرته فجاء شامخًا جليلًا لا تُخطئه عين الأدب ولا قلب اللغة، لقد كان هذا الكتاب ختام المسك في مسيرة الرافعي وأعظم ما خطّه قلمه حتى صار مرآةً صادقة لعقله وعاطفته لإيمانه وغضبه ولوقاره وتزمته ولفكاهته وحكمته.
يتكون كتاب وحي القلم من ثلاثة أجزاء ضمّت مقالات نُشرت في أبرز الصحف والمجلات المصرية في النصف الأول من القرن العشرين، منها (الرسالة) و(البلاغ) و(المقتطف) وهي مقالات إنشائية ونقدية واجتماعية وتاريخية، تنهل من الحياة اليومية ومن التراث الإسلامي على حد سواء، لم يكن الرافعي يكتب مجرد خواطر عابرة بل كان ينتزع الحقائق من ضجيج الدنيا ويعيد صوغها بنصوص تفيض بالحكمة والبيان ويستبطن بها النفس ويوقظ الفكر ويهزّ القلب.
في كتاب وحي القلم تتجلى عبقرية الرافعي التي نحتت من اللغة معاني سامقة وغاصت في النفس الإنسانية بحذق الفيلسوف ودقة العارف وحنان المتأمل، يكتب عن الحب فيجعل منه ملحمة داخل الروح، ويكتب عن الدين فيظهر بلاغة القرآن وعظمة الإسلام، ويردّ على المشككين بعقل علمي وأدبي سامٍ كما فعل حين ردّ على من زعم أن عبارة "القتل أنفى للقتل" أبلغ من قول الله تعالى: {وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ}، فكان رده درسًا في البلاغة والإيمان.
ينضح الرافعي وحي القلم بجلال اللغة وقداستها فهو لم يرَ العربية مجرد وسيلة تعبير بل كيانًا روحيًا وحضاريًا يجب أن يُصان وأن يُردّ عنه كل من سوّل له هواه أن يمسّه بسوء، وهو في هذا الكتاب يشنّ هجومًا شرسًا على دعاة التغريب وفي مقدمتهم طه حسين الذين ساروا خلف المستشرقين كمرجليوث وأرادوا نسف الشعر الجاهلي ومن ثم الطعن في إعجاز القرآن.
ومن جماليات الرافعى وحى القلم أنه لا يطرق أبواب القضايا مباشرة بل يستدعي من التاريخ ما يشبه الحاضر ويصوغ الحكايات من التراث ليضيء بها الواقع فتتداخل الأزمنة في نصوصه بانسياب بديع، وفي القسم الثالث من الكتاب الذي يُعد الأمتع لعشاق الأدب نجد تركيزًا واضحًا على النقد الأدبي والأدباء حيث يطلق الرافعي سهام بيانه على الأخطاء الفكرية واللغوية ويعلو صوته دفاعًا عن الذوق العربي والبيان الحق، ويتجلى ذلك في العديد من اقتباسات من كتاب وحي القلم، حيث تظهر صدق العاطفة وعمق الفكر.
ويُعدّ تحميل كتاب من وحي القلم اليوم مقصدًا للباحثين عن الأدب النقي واللغة الراقية والفكر الناضج لما فيه من نصوص لا تزال تحتفظ بحرارتها وكأنها كُتبت لتوّها، كما يبحث القراء عن الرافعي وحي القلم pdf ليقتنوا هذا الأثر العظيم في نسخته الرقمية وليكون بين أيديهم متى شاءوا الرجوع إلى كنوز اللغة والفكر والإيمان.
في الختام وحي القلم ليس مجرد كتاب بل هو سيرة ذاتية فكرية وأدبية للرافعي، كتاب يعكس زمنًا سادت فيه اللغة، وحمى الأديب ضمير أمته، وانسلّ القلم كالسيف يدافع عن القيم ويصون الهُوية ويغزل من الحبر روحًا خالدة، من أراد أن يتذوق الأدب ويتفهم الإسلام ويعرف الرافعي فلا مفرّ له من أن يقرأ وحي القلم.
يمكنك أيضًا قراءة الآتي: