ملخص مسرحية هاملت | الأمير الحائر بين الانتقام والقدر

ملخص مسرحية هاملت للمؤلف ويليام شكسبير، عندما تجتمع الخيانة بالمأساة وعندما يصبح الانتقام عبئًا يثقل القلب تولد واحدة من أعظم المآسي في الأدب العالمي: رواية هامليت والتي تم تحويلها إلى مسرحية هاملت، في سطورها تتجسد معاناة الإنسان وهو يواجه أعقد التساؤلات عن الوجود والموت والخيانة في حبكة درامية لا تزال تهز القلوب بعد قرون من كتابتها ولا تزال حيّة على خشبات المسرح في كل أنحاء العالم.

ويليام شكسبير.. سيد الدراما الإنسانية

لا يمكن الحديث عن رواية هامليت دون التوقف عند كاتبها ويليام شيكسبير سيد الدراما الإنسانية والذي منح الأدب المسرحي أعمالًا خالدةً حفرت أسماءها في ذاكرة التاريخ، كتب ويليام شكسبير هذه الرواية في بداية القرن السابع عشر ليصوغ مأساة الأمير الدنماركي الذي تحاصر روحه الأشباح وتطارده الظنون فلا يجد سبيلًا سوى الغرف في رحلة انتقامية تقوده إلى مصير لا مفر منه، وبأسلوبه الشعري الفريد يرسم شكسبير شخصية هاملت بكل تناقضاتها متأرجحاً بين العقل والجنون والحكمة والاندفاع وبين الحب والكراهية، كما استطاع شيكسبير بعبقريته أن يجعل من قصة انتقام تقليدية دراما نفسية معقدة تمزج بين التأمل الفلسفي والصراع العاطفي، لذلك لم تكن مسرحية هاملت مجرد عمل عاببر بل أصبحت نموذجًا يُدرس في الفنون الدرامية ومصدر إلهام للأدباء والمفكرين على مر العصور.

الأشباح تبوح بالسر القاتل!

تبدأ رواية هاملت عمد أسوار قلعة إلسينور في الدنمارك حيث يظهر شبح الملك الراحل والد هاملت يخبر ابنه بحقيقة مقتله على يد شقيقه كلوديوس الذي لم يكتفِ باغتصاب العرش بل تزوج أيضًا الملكة جرترود والدة هاملت، وتحت وقع الصدمة  يجد الأمير نفسه أمام سؤال مرعب: هل يثق في هذا الشبح؟ وهل ينتقم؟ وكيف؟ فاستجاب لفكرة الانتقام خصوصًا أن الشكوك راودته من قبل في ذلك، وشعر بأن مقتل الملك لم يكن طبيعيًا.

الأمير الحائر بين العقل والجنون

يمثل هذا السؤال جوهر مسرحية هامليت حيث يدخل البطل في صراع نفسي مرير مترددًا بين اتخاذ القرار وتنفيذه، فيتظاهر بالجنون ليخدع الملك القاتل بينما يسعى في الخفاء لاكتشاف الحقيقة، وفي مشهدٍ مسرحي بارع يستعين بممثلين يؤدون مشهد مقتل الملك عاكسًا جريمة كلوديوس أمامه فينهار الأخير وتنكشف خيانته عندما يشاهد تفاصيل الجريمة أمام عينيه، ويؤكد بذلك شكوك هاملت.

الانتقام يتحول إلى مأساة أعظم

لكن هاملت رغم تيقنه يظل مترددًا، وعندما يقرر أخيرًا تنفيذ انتقامه يقتل بولونيوس والد حبيبته أوفيليا عن طريق الخطأ مما يدفعها إلى الجنون والانتحار، هنا تأخذ المأساة منحى أشد ظلمة، في مشهد من أكثر مشاهد المسرحية حزنًأ وكآبة عندما تغرق أوفيليا نفسها.

نهاية مأساوية تكتب بالدماء

يتآمر كلوديوس مع لايرتيس شقيق أوفيليا لقتل هاملت في مبارزة حيث تم تسميم سيف لايرتس وكأس النبيذ المعد لهاملت، في المشهد الختامي من مسرحية هاملت يتحقق الانتقام بهذا الثمن الباهظ: يُقتل كلوديوس وهامليت نفسه يسقط قتيلًا إلى جانب والدته جرترود التي شربت السم دون قصد، ويسدل الستار على جسد الأمير الشاب الذي ظل طوال المسرحية يتأرجح بين الفعل واللافعل وبين الموت والحياة وبين الانتقام والتسامح، في صراع أزليّ يعكس مأساة الإنسان في مواجهة قدره.

إرثٌ خالد في الأدب العالمي

تظل مسرحية ورواية هامليت واحدة من أعظم الأعمال الأدبية حيث جسد شكسبير فيها عبقرية درامية غير مسبوقة مستخدمًا مونولوجات خالدة مثل: "أكون أو لا أكون، تلك هي المسألة" ليمنح المسرح العالمي عمقًا فلسفيًا يجعل هذه المسرحية خالدة في وجدان البشرية.