M3aarf Telegram

ملخص رواية لعبة الملاك | بين متاهات الأدب ولعنة الكتابة

كتابة : كارلوس زافون

رواية لعبة الملاك من تأليف كارلوس زافون، هي الجزء الثاني من مقبرة الكتب المنسية حيث تتشابك الغموض والأدب في قصة كاتب ينجرف نحو عالم غامض بعد تلقيه عرضًا خطيرًا، مليئة بالإثارة والفلسفة تلامس أعماق الأدب والجنون.

ملخص الكتاب

ملخص رواية لعبة الملاك من تأليف كارلوس زافون، تحت سماء برشلونة الغامضة وفي أروقة الأدب المسكونة بالأسرار تأخذنا رواية لعبة الملاك إلى متاهة من الظلال حيث تمتزج الحقيقة بالوهم والكتابة بالهوس والقدر باللعنة، يروي لنا كارلوس زافون هذه القصة باعتبارها الجزء الثاني من مقبرة الكتب المنسية لكنه لا يقدم مجرد امتداد لرواية ظل الريح بل يغوص أعمق في الجنون الذي قد تسوقنا إليه الكلمات.

تبدأ لعبة الملاك مع بطلها دافيد مارتين الطفل النحيل الذي وجد في القراءة خلاصًا من واقع مؤلم لكن هذا الخلاص سرعان ما تحول إلى مصيدة حين دخل عالم الكتابة، كانت أولى خطواته في جريدة صوت الصناعة حيث بدأ في كتابة القصص مدفوعًا بشغف لا يهدأ، ومع مرور الوقت يجد نفسه مقيّدًا بعقد احتكار ظالم يسرق منه أحلامه لكنه يمنحه الشهرة تحت اسم مستعار، وفي زوايا برشلونة المعتمة حيث تتنفس الكتب أسرار أصحابها يلتقي مارتين بشخصية غامضة تُدعى أندرياس كوريلي ناشر فرنسي ذو حضور مريب يقدّم له عرضًا مغريًا: كتابة كتابٍ من نوع خاص مقابل ثروة طائلة وحياة أبدية.

ما يبدو في البداية فرصة ذهبية يتحول تدريجيًا إلى لعنة تلاحقه في كل زاوية، مع كل صفحة يكتبها تغرق روحه في ظلام لا فكاك منه كأنه يبرم صفقة مع الشيطان، وبينما تتداخل الخيالات مع الواقع يكتشف دافيد أن العرض الذي قبله ليس مجرد صفقة أدبية بل هو باب يفتح على عالم آخر مليء بالغموض والمخاطر، هنا تتجلى اقتباسات لعبة الملاك التي تعكس فلسفة الرواية حيث يصبح السؤال ليس عن جدوى الكتابة فحسب بل عن الثمن الذي يدفعه الكاتب من روحه مقابل كلماته.

وسط هذه الفوضى يعود بنا زافون إلى عالم مقبرة الكتب المنسية، حيث الكتب المنبوذة تنتظر من يعيد إليها الحياة، وكما أن ظل الريح احتفت بمتعة القراءة فإن لعبة الملاك تغوص في هذيان الكتابة حيث لا يمكن للكاتب أن يتحرر من لعنة قلمه تمامًا كما لا يستطيع القارئ أن يتحرر من سحر الحروف وبين صفحات هذه الرواية يجد القارئ نفسه أمام رحلة أدبية فريدة تسائل حدود الواقع وتكشف عن الوجه الخفي للأدب حيث تتحول الكلمة إلى قدرٍ محتوم والكتاب إلى مرآة تعكس أكثر مما نجرؤ على مواجهته.

لا تكتفي لعبة الملاك بسرد قصة مشوقة بل تفتح الباب أمام تأملات عميقة حول الأدب والجنون والقوى الغامضة التي تحيط بالكلمة المكتوبة، إنها ليست مجرد حكاية عن كاتب بل هي دعوة للغوص في عالم الكتب حيث كل قصة تحمل سرًا وكل كاتب يسير على حافة الهاوية، وهذا ما يظهر معناه لك لو قرأت أي اقتباسات من رواية لعبة الملاك.

هكذا تمضي لعبة الملاك بين سحر الكلمات ولعنة الكتابة بين الحقيقة والخيال وبين الظل والنور حيث تكون الكتب دائمًا أكثر من مجرد أوراق بل أبوابًا لعوالم لا نهائية لا يخرج منها القارئ كما دخلها أبدًا.