M3aarf Telegram

ملخص رواية عائد إلى حيفا | عندما يصبح الوطن سؤالًا بلا إجابة

كتابة : غسان كنفاني

رواية عائد إلى حيفا من تأليف غسان كنفاني، تروي قصة زوجين فلسطينيين يعودان إلى حيفا بعد عشرين عامًا ليواجها صدمة تحول ابنهما المفقود إلى جندي إسرائيلي، وتعكس الرواية صراع الهوية والانتماء بعد نكبة 1948.

ملخص الكتاب

ملخص رواية عائد إلى حيفا من تأليف الكاتب غسان كنفاني، حين يصبح الوطن ذكرى بعيدة وتتحول المدن التي كنا نعرفها إلى أماكن غريبة يسكنها الآخرون ينهض السؤال الأكثر إيلامًا: هل نستطيع العودة حقًا؟ أم أن العودة ليست إلا وهمًا نطارده؟ رواية عائد إلى حيفا ليست مجرد قصة عن رحلة زوجين فلسطينيين إلى مدينتهم المسلوبة بل هي انعكاس لمأساة جيل كامل فقد كل شيء حتى أبناءه. كتبها غسان كنفاني عام 1969 فجاءت شهادة أدبية على نكبة 1948 وعلى مأساة الفلسطيني الذي لم يعد يعرف إن كان الوطن هو الأرض التي نشأ عليها أم الأرض التي حُرم منها.

 

رحلة البحث عن الابن والوطن

تبدأ رواية العائد إلى حيفا حين يقرر سعيد وزوجته صفية العودة إلى مدينتهما حيفا بعد عشرين عامًا من التهجير القسري الذي فرضته نكبة 1948، وخلال تلك السنوات ظلا يحملان جرحًا غائرًا: طفلهما الرضيع الذي تركاه في المنزل أثناء فرارهما من الاحتلال ولا يعرفان عنه شيئًا منذ ذلك الحين، ومع دخول الجيش الإسرائيلي إلى الضفة الغربية عام 1967 تُتاح لهما الفرصة أخيرًا للعودة فينطلقان في رحلة لا تشبه أي رحلة أخرى، إنها رحلة إلى الماضي وإلى الجرح المفتوح الذي لم يندمل.

لكن المفاجأة الكبرى في انتظارهم: يجدان أن ابنهما الذي كان اسمه خلدون قد نشأ في كنف أسرة يهودية تبنته وربّته ليصبح الآن جنديًا في جيش الاحتلال الإسرائيلي، هذه الصدمة تضع سعيد وصفية أمام تساؤلات لم تخطر ببالهما: هل يمكن أن يكون ابنهما الذي وُلد فلسطينيًا قد أصبح عدوًا لهم؟ هل يمكن أن تُمحى الهوية بمجرد تغيير الاسم والتربية؟ وهنا يتجلى جوهر الرمزية في رواية عائد إلى حيفا حيث يصبح الابن المفقود استعارة لفلسطين ذاتها التي احتُلت وأعيد تشكيلها قسرًا.

 

الحبكة والصراع النفسي في الرواية

الزمان في رواية عائد إلى حيفا ليس مجرد إطار زمني، بل هو عنصر أساسي في بنية الرواية بين عام 1948 حيث بدأت المأساة وعام 1967 حيث تحدث المواجهة، أما الحبكة في رواية عائد إلى حيفا تقوم على صراع نفسي عميق يتجسد في شخصية سعيد الذي يواجه مأساة خسارته المزدوجة: خسارة الوطن وخسارة الابن، والرواية تتطور بأسلوب متدرج حيث يبدأ سعيد وزوجته رحلتهما وهما يحملان الأمل لكن هذا الأمل يتلاشى تدريجيًا أمام الحقائق القاسية التي تواجههما، ومن جهة لم تعد حيفا مدينتهما فقد تحولت إلى مدينة إسرائيلية بالكامل، ومن جهة أخرى لم يعد ابنهما يعرفهما بل يراهما مجرد غرباء جاؤوا من ماضٍ لا يعني له شيئًا

 

من هو العائد الحقيقي؟

الرمزية في رواية عائد إلى حيفا تتجاوز قصة الابن الضائع لتطرح أسئلة أكثر عمقًا حول معنى العودة، هل العائد إلى حيفا هو سعيد الذي جاء ليستعيد ما فقده؟ أم أن العائد الحقيقي هو التاريخ الذي يفرض نفسه على الجميع رغم محاولاتهم نسيانه؟ من خلال شخصيات الرواية، يقدم كنفاني رؤية فلسفية حول الهوية والانتماء، حيث لا يُقاس الانتماء بالجغرافيا وحدها، بل بالوعي والنضال.

 

لماذا تعتبر رواية عائد إلى حيفا عملًا خالدًا؟

تظل رواية عائد إلى حيفا واحدة من أهم الأعمال الأدبية الفلسطينية ليس فقط بسبب قصتها المؤثرة بل لأنها تطرح قضايا لا تزال حية حتى اليوم، وبأسلوبه المباشر والبسيط عميق الدلالة استطاع كنفاني أن يجعل الرواية أكثر من مجرد شهادة على نكبة 1948 بل جعلها تأملًا في معنى الوطن والخسارة والمقاومة، إنها رواية تعيد طرح الأسئلة التي يخشى الكثيرون مواجهتها: من نحن؟ وأين نحن من تاريخنا؟ وما الذي يعنيه أن تكون فلسطينيًا؟