
للتواصل معنا
ملخص رواية ظهر الحوت للكاتب محمد عصمت من عباءته المعتادة، ليدخل عالم الجريمة والتشويق بنفسٍ جديد وجرأة سردية واضحة، لا تكتفي الرواية بتقديم جريمة غامضة، بل تخلق من البحر شاهدًا أخرس، يعرف كل شيء ولا يبوح بشيء، إنها ليست مجرد رواية بوليسية، بل مرآة لعالم تغلي تحته النوايا، وتُخفي فيه الأرواح أسرارها في صمت ثقيل.
تبدأ رواية ظهر الحوت في شاليه مهجور، وسط صيف لا يشبه غيره، جريمة وقعت في عرض البحر، حيث تحولت جزيرة إلى مسرح كبير لمأساة لا يُعرف أولها من آخرها، هل القتل ضرورة؟ هل هو فعل تبرره دوافعه؟ لا تجيب الرواية، بل تترك الأسئلة تتلاطم كأمواج البحر في وجه القارئ.
الرواية تُروى بلسان سعيد، فرد الأمن البسيط الذي لم يكن يتوقع أن يتحوّل إلى راوٍ لجريمة شائكة، لا يملك الأدوات لحل اللغز، لكنه يملك أعينًا تُسجل التفاصيل الصغيرة التي لا يراها الآخرون، عبر صوته تنقلنا رواية ظهر الحوت بين الشكوك والاحتمالات، وتسمح لنا بأن نكون جزءًا من هذا المشهد المحموم.
في هذه الرواية، الطبقة لا تعني السطح، والغنى لا يعني النقاء، رجل مسن غريب الأطوار، ممثل عجوز مأزوم بالبارانويا، شاب ثري لا يكترث لشيء، سيدة قعيدة لا تتكلم، وممرضة بملامح لا تُفصح عن نواياها، الكل مشتبه به، الكل يملك دافعًا، والكل يمكن أن يكون القاتل.
الجثة، الغموض، الجزيرة، الأمواج، الأسئلة التي لا تنتهي، هذه ليست مجرد عناصر في حبكة، بل رموز تتكرر وتتصاعد، كل من قرأ رواية ظهر الحوت PDF سيشعر أن البحر نفسه كان شخصية أخرى، يراقب الأحداث دون أن يتدخل، وعندما تُكشف الهوية الحقيقية للقاتل، يُصاب القارئ بدهشة شديدة، وكأن الحقيقة نفسها قررت أن تُؤجل ظهورها حتى اللحظة الأخيرة.
تمضي الرواية بخطى سريعة، لا لحظة راحة، لا مشهد بلا دلالة، الأحداث تتسارع، النوايا تتعقد، والزمن يصبح خصمًا، يبحث القارئ عن الخيط الفاصل بين ما حدث وما سيحدث، ولا يجده بسهولة، وهذا ما يجعل رواية ظهر الحوت واحدة من التجارب الروائية التي تستحق أن تُقرأ دفعة واحدة.
هل الجريمة فعل خارجي؟ أم أنها كاشفة لما نخفيه في الداخل؟ في هذا العمل، يُصبح القتل هو المرآة التي تعكس قبح الأرواح، وصراعها مع الخوف، والطمع، والضعف الإنساني، هذا ما يجعل كثيرًا من القراء يبحثون عن سعر رواية ضهر الحوت أو عن نسختها الرقمية رغبة في إعادة الغوص في تلك النفس المظلمة.