
للتواصل معنا
ملخص رواية سنترال بارك للكاتب غيوم ميسو، في صباحٍ غامض تستيقظ أليس شافر شرطية من باريس لتجد نفسها مقيدة إلى غريب في مكان لا يخطر لها على بال: سنترال بارك في قلب نيويورك، آخر ما تتذكره أنها كانت في سهرة مع صديقاتها في باريس فكيف قطعت آلاف الأميال لتصل إلى هذا المكان المجهول؟ وإلى جانبها رجل لم تره من قبل؟!
الرجل الذي وجدته إلى جوارها هو غابرييل كييز عازف بيانو إيرلندي يحمل هو الآخر أسئلته الخاصة لكنه على عكسها يبدو أقل اضطرابًا كأنه يخفي سرًا عميقًا خلف هدوئه المصطنع، بينما تحاول أليس أن تفك قيودها تكتشف أن يديها ملطختان بالدماء وأن سلاحها قد استُخدم مؤخرًا، القلق يتفاقم بداخلها فهل هي ضحية أم جانية؟
تبدأ رحلة البحث عن الحقيقة وسط ظلال الشك والذعر محاولةً استعادة تفاصيل الليلة الماضية، يقودها حدسها الشرطي إلى سلسلة من الأدلة الغامضة التي تشبه الأحجيات المعقدة، أول ما تدركه هو أن هاتفها المحمول يحمل مكالمة غامضة أجريت في منتصف الليل لكنها لا تتذكر إجراءها، وعندما تتصل بصديقاتها في باريس تتفاجأ بردودهن المتناقضة وكأن حياتها قد تم التلاعب بها.
في أثناء محاولتها فهم ما يحدث تبدأ أليس في تذكر شذرات من ماضيها خصوصًا تجربة صادمة مع قاتل متسلسل أرعب باريس لسنوات، كان ذلك القاتل يستهدف النساء بطريقة وحشية وقد قضت أليس جزءًا كبيرًا من حياتها في مطاردته، ولكن ما علاقة تلك القضية القديمة بهذه الليلة الغامضة في سنترال بارك؟
يتنقل الاثنان بين أزقة نيويورك بينما تتصاعد التوترات بينهما، لا تثق أليس في غابرييل لكنه يصر على أنه لا يعرف كيف انتهى في هذا الوضع أيضًا، تتزايد الشكوك عندما يعرض عليها مساعدته في فك طلاسم الموقف مستخدمًا خبرته في قراءة الناس وتحليلهم.
بينما تتبع أليس سلسلة من الأدلة تكتشف أمرًا صادمًا: الأحداث التي مرت بها لم تكن مجرد صدفة بل تم التخطيط لها بعناية من قبل شخص يعرف كل تفاصيل حياتها، تتسارع الأحداث حين تصل إلى شقة مهجورة تعج بالصور والتفاصيل الخاصة بها وكأن شخصًا ما كان يراقبها لسنوات، لكن من يكون هذا الشخص؟ ولماذا اختارها لتكون جزءًا من لعبته القاتلة؟
مع كل لغز يُحل يزداد الغموض تعقيدًا إلى أن تصل أليس إلى لحظة الحقيقة: لقد كانت ضحية لعملية تلاعب نفسي معقدة كل ما مرت به كان اختبارًا دقيقًا يهدف إلى دفعها إلى نقطة الانهيار، إلى أن تعود إلى ذكرى حاولت دفنها لسنوات.. الذكرى التي تغير كل شيء.
تكتشف في النهاية أن كل شيء مرتبط بماضيها: قاتل متسلسل كانت تلاحقه قبل سنوات شخص اعتقدت أنه مات لكنه عاد ليكمل لعبته الأخيرة معها، لم يكن ما مرت به سوى تجربة قاسية لاختبار قدرتها على الصمود أمام أكثر مخاوفها رعبًا، كانت سنترال بارك مجرد ساحة لمعركة نفسية لم تكن تدرك أنها تخوضها منذ البداية.
تنتهي الرواية بنهاية صادمة حيث تدرك أليس أن الحقيقة ليست دائمًا كما تبدو وأن الذاكرة قد تخون صاحبها أحيانًا، في سنترال بارك لم تكن تبحث فقط عن قاتل بل كانت تكتشف ذاتها من جديد وسط متاهة من الأكاذيب والمرايا المشوهة.