
للتواصل معنا
رواية فيرتيجو من تأليف أحمد مراد، وهي واحدة من أشهر روايات الإثارة والتشويق في الأدب المصري الحديث، تدور حول مصور صحفي يجد نفسه مطاردًا بعد أن يصبح شاهدًا على جريمة قتلٍ مروّعة، وبأسلوبٍ سينمائي مشوّق تأخذ القارئ في رحلةٍ داخل عالم السلطة والفساد والصحافة الجريئة.
رواية فيرتيجو من تأليف الكاتب أحمد مراد، ثمة لحظاتٌ لا يُمكن التراجع بعدها وقراراتٌ تبدو بسيطةً لكنها قد تُغير مجرى الحياة وصورٌ تلتقطها العدسة فتُصبح دليلًا على الجريمة.. أو على الضحية التالية، فلتتخيّل أنك مصورٌ فوتوغرافي يعمل في أكثر الأماكن رفاهيةً حيث ترى مشاهير السياسة ورجال الأعمال يُبرمون صفقاتهم في العلن والخفاء، ولكن ذات مساء تصبح شاهدًا على جريمة قتلٍ بشعة لا لشيء سوى أنك كنت في المكان الخطأ في الوقت الخطأ، تخيّل أن كاميرتك الصغيرة تصبح سلاحًا وذخيرتها صورةٌ واحدة بإمكانها فضح شبكة من الفساد أو إنهاء حياتك في لحظة!
هذا ما حدث لأحمد كمال بطل رواية فيرتيجو الذي وجد نفسه فجأةً وسط دوامةٍ من المطاردات والمؤامرات بعدما التقط صورةً لجريمة قتلٍ في أحد بارات فندقٍ فاخر، لم يكن يتخيل أن تلك الصورة الصغيرة ستُشعل نيران الحرب بينه وبين كبار رجال السلطة والمال حيث لا مكان للضعفاء في معركة تحكمها المصالح والرصاص.
تبدأ رواية فيرتيجو بهدوءٍ ظاهري حيث نرى أحمد كمال المصور الفوتوغرافي البسيط الذي يعمل في فندقٍ فاخرٍ يزوره كبار رجال الأعمال والساسة، تبدو الحياة عادية مليئةً بتفاصيل العمل الرتيبة حتى تأتي الليلة التي تنقلب فيها حياته رأسًا على عقب، وأثناء وجوده في أحد البارات يشهد أحمد جريمة قتلٍ مروّعة حيث يتم اغتيال اثنين من رجال الأعمال بطريقة وحشية، لم يكن ينبغي لأحمد أن يكون هناك لكنه كان، ولم يكن ينبغي له أن يلتقط الصورة لكنه التقطها!
تلك الصورة التي سجّلت لحظة الموت تصبح بطاقة دخوله إلى عالمٍ خطير حيث لا أحد يُريد للحقائق أن تُكشف، وفجأة يجد أحمد نفسه مطاردًا من جهاتٍ لا يعرفها بينما تحاصره تهديداتٌ غير مباشرة ومضايقاتٌ تجبره على الهروب من مكانٍ إلى آخر، وفي خضمّ ذلك يدرك أن العدالة في بلاده ليست سوى وهم وأن الصحافة الحرة ليست سوى سراب، فهل يُمكن لصورةٍ واحدة أن تُغيّر الواقع؟
في محاولته لنشر الصورة وفضح الجريمة يخوض أحمد سباقًا مع الزمن يعبر خلاله شوارع القاهرة الخلفية، من الحانات إلى الصحف ومن الأحياء الراقية إلى الأزقة الفقيرة حيث تتكشف أمامه خيوط مؤامرةٍ أكبر مما كان يتخيل، فالأمر لا يقتصر على جريمة قتلٍ واحدة بل يمتد إلى شبكة واسعة من الفساد، تضم رجال أعمال ومسؤولين كبارًا مستعدين لفعل أي شيء للحفاظ على نفوذهم.
وبين الخوف والمقاومة يصبح أحمد مطاردًا في كل خطوة، حيث يتعرض للابتزاز والمراقبة بل ومحاولات القتل، ومع ازدياد الخطر يبدأ في التساؤل هل يستحق الأمر كل هذا العناء؟ هل يُمكن لشخصٍ عادي أن يواجه منظومة كاملة من الفساد؟ أم أن الحقيقة في النهاية مجرد سراب، لا جدوى من ملاحقته؟ وبأسلوبٍ متسارع ومشاهد سينمائية حابسة للأنفاس تقدم فيرتيجو رواية مشحونة بالتوتر والمفاجآت حيث ينجح أحمد مراد في رسم صورةٍ حية لمجتمعٍ تمزّقه الصراعات الخفية، وينتقل القارئ بين شوارع القاهرة ويشعر بحرارة المطاردات وصقيع الخيانة ويعيش داخل عقل البطل الذي يتأرجح بين شجاعةٍ يائسة وخوفٍ متغلغل.
لكن مع تصاعد الأحداث يدرك أحمد أن نجاته ليست فقط مسألة هروب بل معركة يجب أن يخوضها حتى النهاية، وهنا يأتي السؤال الحاسم: هل يمتلك الشجاعة الكافية لكشف المستور؟ أم أن الرصاصة التي تنتظره ستكون أسرع من الحقيقة؟
تحميل رواية فيرتيجو أصبح مطلبًا شائعًا بين عشّاق الأدب البوليسي حيث يُمكن للقراء الاستمتاع بأحداثها المشوّقة عبر النسخ المطبوعة أو الإلكترونية، ولمحبي الروايات المشحونة بالإثارة يُعدّ تحميل رواية فيرتيجو pdf خيارًا مثاليًا لمن يودّون خوض تجربةٍ مليئةٍ بالغموض والتشويق.