
للتواصل معنا
ملخص رواية سأرحل للكاتبة الشابة ساندرا سراج، تُعد من الأعمال الرومانسية التي تسعى إلى كشف ما وراء ستار العلاقات، حيث لا يكون الحب دائمًا كما تحلم به الفتيات ولا يكون الشاب في كثير من الأحيان كما يبدو، ومن خلال 100 صفحة فقط استطاعت الكاتبة أن تضع يدها على جراح نازفة في العلاقات العاطفية وعلى هشاشة الثقة التي قد تنهار مع أول خيانة، ورغم قِصر الرواية فإن الكاتبة ساندرا سراج استطاعت أن ترسم ملامح حكاية كاملة تنبض بالألم والتناقضات.
سأرحل ليست فقط عنوانًا بل هو موقف نفسي وروحي تتخذه بطلة الرواية في نهاية تجربة مريرة، حيث تبدأ الرواية بصوت فتاة تعمل ككاتبة فتكتب رواية داخل الرواية لتقدم لنا عالمين متوازيين: عالمها الواقعي وعالم الشخصيات التي تنسجها بخيالها، وبين طيات الصفحات تتقاطع هذه العوالم لتتكشف لنا قصة ملك ويوسف، ورهف وسليم، وتتشكل الحكايات داخل الحكايات تمامًا كأمواج متداخلة في بحر لا قرار له.
بطلة الرواية ملك فتاة رقيقة وعاطفية تقع في حب شاب متهور متعدد العلاقات، تتعلق به رغم كل التحذيرات وتعيش معه حبًا ملتويًا تغلفه الخيانة، تكتشف لاحقًا خيانته مع أقرب صديقاتها، ورغم ذلك ومن شدة حبها وسذاجتها تسامحه وتستمر في هذه العلاقة المشوهة هنا تُبرز رواية سأرحل جانبًا مظلمًا من الحب: حين يَستهلك الإنسان كرامته في سبيل وهم ويجعل من مشاعره ساحة تضحية دائمة.
تسلط الكاتبة الضوء كذلك على جانب نفسي هام وهو كيف يمكن أن يتحول الحب إلى وسيلة لتطوير الذات وإصلاحها، فالبطلة تحاول في مراحل معينة أن تغير من نفسها، أن تكون أقرب للمحبوب وأن تصبح أفضل فقط لأجله، فتعيش صراعًا داخليًا بين ما هي عليه وما تظن أن الحب يطلبه منها، كما تتطرق الرواية إلى المشاكل النفسية التي يتعرض لها الإنسان أثناء علاقاته العاطفية، وكيف أن مواجهة الألم لا بد أن تكون وسيلة للنضج لا للانكسار.
لكن رغم هذه المضامين لم تخلُ الرواية من انتقادات واسعة، فقد وُصفت بأنها تفتقر إلى العمق الأدبي وتعاني من أسلوب لغوي بسيط حد السطحية، كما أن الشخصيات غالبًا ما تشترك في صفات نمطية مثل أن جميع الشبان في الرواية ثلاثينيون ذوو أعين زرقاء مما أفقد الأحداث مصداقيتها، هذا إلى جانب أن تسلسل الأحداث لم يكن محكمًا فبعض القراء شعروا بالتشتت عند قراءة فصول الرواية وكأنهم في متاهة بلا خريطة.
أيضًا رواية سأرحل أثارت الكثير من الجدل في ما يخص بنائها الخيالي، فشخصية ملك تبدو وكأنها محور الكون فجميع شخصيات الرجال الوسيمين يقعون في حبها وهو أمر أبعد ما يكون عن الواقع، هذه المبالغات جعلت بعض النقاد يصفون الرواية بأنها تميل للدراما المفرطة وتُغرق القارئ في مشاعر لا تعكس حقيقة العلاقات المعاصرة.
ورغم الانتقادات فإن للرواية جمهورها وقد لاقت استحسان القرّاء الشباب خصوصًا، نظرًا لبساطة لغتها وارتباط موضوعها بمشاكل الحب والخيانة التي يعاني منها الكثيرون، وانتشرت إقتباسات من رواية سأرحل على منصات التواصل الاجتماعي، مما يدل على أنها لامست قلوب الكثير من الفتيات الحالمات.
ونظرًا لنجاح الرواية أقبل كثيرون على تحميل رواية سأرحل بنسخ إلكترونية سواء من خلال المكتبات الإلكترونية أو بصيغة تحميل رواية سأرحل pdf مما ساعد على انتشارها بشكل واسع وفتح الباب أمام الكاتبة لإصدار روايات لاحقة مثل: رواية ما رواه البحر، وما لا نبوح به وإلى ما لا نهاية.
في النهاية تُعد رواية سأرحل مرآة لواقع هش وقصة حب بوجهين: الأول يحلم والثاني ينهار، وبين الحلم والانهيار تسير البطلة على جسر رفيع من المشاعر حتى تصل إلى قرارها الأخير: سأرحل.