
للتواصل معنا
رواية المرتد من تأليف الكاتب حسن الجندي، ماذا لو وجدت نفسك فجأة في قلب كابوس لا سبيل للخروج منه؟ ماذا لو أصبحت الشاهد الوحيد على جريمة لم يرتكبها بشر، ولم تترك وراءها سوى الخوف والجنون؟ هنا تبدأ أحداث رواية المرتد الجزء الثاني من ثلاثية مخطوطة بن إسحاق، حيث يصحبنا حسن الجندي في رحلة مرعبة يطارد فيها الأبطال ظلال الماضي ويخوضون معركة غير متكافئة مع قوى لا تعرف الرحمة.
خلف الأبواب الموصدة!
تبدأ أحداث رواية المرتد بعد الكارثة التي ضربت حياة إسلام الذي لم يعد شابًا عاديًا، بل بات شبحًا يتنقل بين الذكريات والكوابيس يلاحقه شبح الموتى الذين سقطوا أمام عينيه وأصوات من عالم آخر تهمس في أذنه بحقائق لا يريد تصديقها، كان عليه أن يعرف الحقيقة حتى وإن كان الثمن فادحًا.
وفي طريقه للمجهول يلتقي عماد، الرجل الذي يحمل بين طيات شخصيته الغامضة أسرارًا عن العالم السفلي، عن الجن والمخطوطات القديمة والكيانات التي تتربص بالبشر من وراء الستار معه، يبدأ إسلام رحلة جديدة، رحلة بحث محفوفة بالمخاطر، حيث لا يوجد فارق واضح بين الحلم والواقع بين الحقيقة والوهم.
في خضم أحداث رواية المرتد وفي أعماق الظلام ثمة كيان آخر ينهض: المخلبي بن ذاعات، الجني المتمرد الذي تحرر من قيوده مستعدًا لفتح بوابات الجحيم وجلب عصر جديد من الفوضى، لم يكن وحيدًا، فهناك من يقف في طريقه يحاول إيقافه قبل أن يحل الدمار، وأبرزهم أخوه يصفيدش الذي لا يزال يؤمن بوجود توازن يجب الحفاظ عليه بين عالمي البشر والجن.
لكن المخلبي لم يكن خصمًا يسهل إيقافه؛ فقد امتلك قوة لا تُضاهى وجشعًا لا يشبع وعقيدة لا تعرف إلا الخراب، كان يحتاج إلى دماء بشرية وإلى أضحية تستكمل طقوسه، وكان يبحث عن الضحية المثالية عن شخص يمكن أن يُستغل ويُكسر ويُحطم حتى يصبح بوابة لعبوره.
رواية المرتد: صراع بين الظلام والنور!
لم يكن إسلام وحده في هذه المعركة، بجانبه، وقفت حبيبة صديقته المخلصة التي لم تتخلَّ عنه رغم أن طريقه أصبح محفوفًا بالموت، ومعهما كان حازم -صائد المرتدين- رجلًا يعرف أن العالم ليس كما يبدو وأن هناك معارك تدور في الظل لا يدري عنها أحد.
كل خطوة تقربهم من الحقيقة كانت تأخذ منهم شيئًا، كانوا يتبعون إشارات غامضة ويفكون شفرات منسية ويخوضون مواجهات مميتة ضد كائنات لا تُرى بالعين المجردة، كانت المواجهة النهائية تقترب وأوشكت بوابات الجحيم أن تُفتح.
في نهاية رواية المرتد وعندما وصلت المعركة إلى ذروتها لم يكن هناك انتصار كامل ولا هزيمة مطلقة، بعض الألغاز انكشفت لكن أخرى بقيت غامضة، وكأن الرواية تهمس في أذن القارئ: ما زال هناك المزيد.. لم ينتهِ الأمر بعد، لم تكن نهاية سعيدة ولم تكن مأساوية بالكامل، بل كانت نهاية تترك القارئ متيقظًا مترقبًا متحفزًا لفتح الصفحة التالية، لقراءة الفصل الجديد في قصة لم تنتهِ بعد، كانت النهاية مجرد بداية جديدة تمهد الطريق للجزء الأخير من الثلاثية: العائد.
تحليل شخصيات رواية المرتد: بين الضياع واليقين
إسلام: لم يعد ذلك الشاب العادي الذي عرفناه في البداية، لقد تحول إلى محارب في معركة أكبر منه، ورغم ذلك لم يتراجع.
المخلبي: صورة من صور الشر المطلق، قوة لا تتوقف وعقل لا يرحم وكيان لا يفكر إلا في الفوضى.
يصفيدش: الجني الذي وجد نفسه ممزقًا بين الدم والأخلاق وبين الواجب والأخوة.
عماد: شخصية غامضة يعرف أكثر مما يجب، لكنه لا يُفصح عن كل شيء.
حبيبة: الصديقة التي وقفت بجانب إسلام، رمز للولاء وسط العاصفة.
أسلوب الكاتب: عندما يصبح الرعب فنًا!
انتهت الرواية بأسلوب الكاتب السلس والمباشر، يعرف حسن الجندي كيف يزرع الرعب في كل صفحة، لا يعتمد على الوصف الدموي أو المشاهد المفزعة فحسب، بل يستخدم التشويق النفسي والألغاز التي تحبس الأنفاس والتلاعب بالعقل ليجعل القارئ يشعر بالرعب حتى دون أن يرى الوحش بعينيه، ليس هذا مجرد ملخص رواية المرتد PDF، إنها محاولة لتشجيع القارئ على خوض تجربة تأخذه في رحلة بين العوالم تجعله يشكك في الواقع وترسم على وجهه تعبيرًا واحدًا عند إغلاق الرواية: ماذا لو كان هذا كله حقيقيًا؟