ملخص رواية العائد | عودة من الموت وصراعات لا تنتهي

رواية العائد من تأليف الكاتب حسن الجندي، في أعماق الليل حيث تتلاطم الأرواح بين عوالم الإنس والجان، تتشابك خيوط القدر لتنسج حكاية مظلمة ومثيرة، العائد، الجزء الثالث من ثلاثية مخطوطة ابن إسحاق لحسن الجندي، يأخذنا الكاتب في رحلة عبر عوالم الغموض والرعب، حيث الماضي يطارد الحاضر والأسرار القديمة تهدد بتقويض الواقع، نُشرت رواية العائد عبر دار نون للنشر والتوزيع وكتبت في قرابة 360 صفحة.

إسلام بطل مخطوطة ابن إسحاق - العائد، الشاب الذي تسبب في سلسلة من الأحداث الغريبة يفقد ذاكرته تدريجيًا بينما يحاول عماد وأصدقاؤه حمايته من قوى خفية تسعى للنيل منه، في هذه الأثناء يعود حازم من حافة الموت ليجد نفسه في مواجهة تهديدات جديدة، بينما الغرفة النحاسية الغامضة التي تتحكم بعالم الجان تعود للعمل لتغير مسار الأحداث بشكل غير متوقع.

في قلب هذه الأحداث تظهر شخصية جديدة تدعى مهران، الفتى الفارسي الذي يعيش حياة بائسة قبل أن يكتشف حقيقة أصوله غير البشرية، مهران هو سليل عائلة من الجان وقد اختاره القدر ليكون له دور في الصراع الدائر بين العالمين، كان مهران يبحث عن هويته، لكنه وجد نفسه في مواجهة قدره المحتوم حيث يضطر إلى مواجهة قوى الشر التي تهدد بتقويض كل شيء.

تعريفٌ بشخصيات رواية العائد:

إسلام: الشاب الذي فقد ذاكرته والهدف الرئيسي لقوى الشر، يمثل إسلام الضحية التي تجد نفسها في قلب الصراع.

عماد: الصديق المخلص الذي يسعى لحماية إسلام وأصدقائه من الخطر، عماد يمثل العقل في مواجهة الغموض.

حازم: الشخصية الغامضة التي تعود من الموت لتلعب دورًا محوريًا في الأحداث.

مهران: الفتى الفارسي الذي يجد نفسه في مواجهة قدره المحتوم، مهران يمثل الأمل الجديد في مواجهة الشر القديم.

المخلبي: الكيان الشرير الذي يسعى للسيطرة على عالمي الإنس والجان، كما يمثل الشر المطلق والقوة المدمرة.

قصعان: شخصية محورية من عالم الجن ذو قوة ونفوذ كبيرين.

يصفيدش: شخصية حكيمة تعمل في الخفاء تسعى لتحقيق التوازن بين عالمي الإنس والجان.

عباد: شخصية تتعامل مع الجان وله غرفة نحاسية تتحكم بهم.

تتداخل خطوط الحبكة في الرواية لتشكل نسيجًا معقدًا من الأحداث، فمن جهة نتابع محاولات عماد وأصدقائه لحماية إسلام وكشف الأسرار المحيطة به، ومن جهة أخرى نراقب رحلة مهران لاكتشاف ذاته وقدراته واستعداده لمواجهة الشر، وفي الخلفية تتصاعد وتيرة الصراع بين قوى الخير والشر، حيث يسعى المخلبي للسيطرة على العالمين بينما تحاول قوى أخرى الحفاظ على التوازن.

تطرح رواية العائد العديد من التساؤلات الفلسفية حول طبيعة الخير والشر والقدر والاختيار والهوية والانتماء، تتناول الرواية فكرة أن الشر ليس قوة خارجية فقط بل هو كامن في داخل كل إنسان، وأن الصراع الحقيقي هو الصراع بين الخير والشر في داخل النفس البشرية، كما تتناول رواية العائد فكرة أن القدر ليس حتميًا، وأن الإنسان قادر على تغيير مصيره من خلال اختياراته وأفعاله، مهران الفتى الذي كان يعيش حياة بائسة يكتشف أنه يمتلك قوة هائلة وأنه قادر على تغيير مصيره ومصير العالم من حوله.

بمَ يتميز أسلوب رواية العائد؟ وما فلسفة الرعب الكامن فيها؟

يتميز أسلوب حسن الجندي في الرواية بالتشويق والإثارة حيث يعتمد على الغموض والترقب لخلق أجواء من الرعب والدهشة، يستخدم الجندي لغة قوية وتصويرية ويحسن توظيف الحوارات للكشف عن الشخصيات ودفع الأحداث إلى الأمام، رواية العائد هي رواية تجمع بين الرعب والفانتازيا والفلسفة لتقدم لنا قصة مشوقة ومثيرة للتفكير، إنها دعوة للتأمل في طبيعة الخير والشر والقدر والاختيار والبحث عن الأمل في أحلك الظروف.

في النهاية تترك رواية العائد  القارئ في حالة من التوتر والترقب، حيث تظل الأحداث معلقة في الهواء وتترك للقارئ فرصة لاستنتاج النهاية بنفسه، هذه الرواية هي جزء من رحلة أكبر، رحلة في عوالم الغموض والرعب حيث تنتظر الأرواح أن تُفتح أسرارها.