للتواصل معنا
كتاب دميان يتناول حكايات النفس البشرية ودواخلها والتأثيرات الخارجية عليها وهو بالطبع موضوع لن ينتهي الكلام به فتطورات النفس البشرية لم تنتهي لذا يعاد النظر في تفسيرها مراراً وتكراراً ولم يتوصل احدهم لمعلومات دقيقة أو تنبؤات عن ما يمكن أن يحدث ولكن كلها محاولات علمية بشرية، يكشف لنا ذلك الكتاب فقط جوانب لم نكن قد وصلنا إليها من قبل في النفس البشرية وكتبت تلك الرواية بعد الحرب العالمية مباشرة للكاتب هرمان هيسه
تبدأ الحكاية بتفاصيل حياة شاب يعيش في بيئة مغلقة حيث كان يشبه الحمل الوديع الذي انكشف على الحياة فجأة بخروجه للجامعة ونبدأ نرى استغلال المجتمع له بعد رؤية الوهن والضعف وقلة الخبرة به لينساق خلف كل من يقوم يقترب منه، ولكن سرعان ما طغت عليه شخصيته المفكرة منذ الصغر ليعرف أن بالخارج ما هو إلا عالم الشيطان ويمكن أن نفسر معنى دميان والمأخوذة من Daimon وهي معاون الشيطان أما عن حرفين DE وهنا رغب الكاتب في إعطاء رمز كتابي للازدواجية التي يعاني منها بطل حكايتنا ما بين شغفه وحبه للتجربة والوعي الذي يرغب في الحصول عليه من العالم الخارجي واللاوعي الذي عاش به لسنوات داخل عائلته وهو وضع الراحة الذي أعتاد عليه إميل سنكلير
وحتى نستطيع فهم محاور كتاب دميان يأخذنا الكاتب إلى عالم إميل سنكلير في الطفولة المبكرة حيث حرص أهله على متابعه دروسه الدينية والطقوس اليومية وكان مطيع إلى كبير طاعة يملؤها الخوف خرج من ذلك المخبأ بمقابلة بفرنز كرومر، الذي شجعه على ممارسة الكثير من العادات والسلوكيات التي تتنافى مع مبادئه حيث قاده للسرقه والكذب حيث رغب إميل سنكلير في كسرحاجز الخوف الذي تربى عليه
نرى على مدار صفحات كتاب دميان أنه يدخل في مرحلة تسمى مرحلة البطل وهى المرحلة التي يستطيع فيها الفرد أن يقيم بعد تجربة الوجهين الطاقة والألتزام والمغامرة والخروج عن المألوف، أصبح بطل حكايتنا قادر على قول لا قادر على التمييز ضد الخضوع والانسياق، ومن الواضح أن الكاتب كان يرغب في توضيح أن الخوف هو الدافع الأول لخرق القواعد فالانسان لا يرغب أن يعيش في خزف طوال الحياة وكلما اشتد الخوف كلما خرج الفرد عن التيار كما أن الحب الذي وقع به بطل حكايتنا كان دافع لاستكشاف ذاته من جديد عن طريق الإنعزال والتأمل والرسم بل والتميز بين الصواب والخطأ