M3aarf Telegram

ملخص كتاب الحقيقة الغائبة | قراءة في الفكر السياسي الإسلامي

كتابة : فرج فودة

كتاب الحقيقة الغائبة من تأليف فرج فودة يناقش مفهوم الدولة الدينية والخلافة ويحلل العلاقة بين الشريعة والسياسة، من خلال قراءة نقدية للتاريخ الإسلامي مدعومة بالمصادر القديمة ويثير تساؤلات حول الدولة المدنية والديمقراطية.

ملخص الكتاب

ملخص كتاب الحقيقة الغائبة للكاتب فرج فودة، يتناول كتاب الحقيقة الغائبة لمؤلفه فرج فودة العلاقة بين الإسلام والسياسة ويطرح تساؤلات حول مفاهيم الدولة الدينية والخلافة وتطبيق الشريعة، يضع الكاتب وجهتي نظر متباينتين أمام القارئ: الأولى ترى أن المجتمع المصري بعيد عن الدين وأن العودة لتطبيق الشريعة كفيلة بحل أزماته في حين ترى الثانية أن المجتمع متدين بطبعه وأن ربط الشريعة تلقائيًا بالإصلاح غير دقيق.

يناقش الكاتب تاريخ الخلافة الإسلامية مستعرضًا الفترات التي حكم فيها الخلفاء الراشدون والأمويون والعباسيون ليؤكد أن هذه الفترات لم تكن دائمًا مستقرة رغم تطبيق الشريعة، ويشير إلى أن المشكلات السياسية والاجتماعية التي وقعت في هذه العصور لا يمكن تجاهلها كحروب الردة ومقتل عثمان بن عفان والفتنة الكبرى، ويطرح تساؤلًا نابعًا من أفكاره الخاصة: إذا كان وجود خلفاء صالحين وشريعة مطبقة لم يمنع الفتنة فهل وحده تطبيق الشريعة يكفي لنهضة الأمة؟

في هذا السياق يعيد الكاتب قراءة بعض المفاهيم المتداولة مثل شرط قرشية الحاكم، معتبرًا إياه شرطًا سياسيًا أكثر من كونه دينيًا ويستشهد بحادثة ترشيح سعد بن عبادة لنفسه بعد وفاة الرسول كدليل على عدم ثبوت قاعدة واضحة لنظام الحكم في الإسلام.

يتناول الحقيقة الغائبة كذلك موقف الحركات الإسلامية من الديموقراطية وينتقد رفضهم لها بحجة أن الديموقراطية قد تفضي إلى تشريعات مخالفة للشريعة، كما يشير إلى التناقض في تعاملهم مع الدستور فهم يتمسكون ببعض مواده كمرجعية للشريعة بينما يرفضون أخرى مثل المادة الخاصة بتعدد الأحزاب.

ويطرح المؤلف تساؤلات حول غياب البرامج السياسية لدى الأحزاب الدينية معتبرًا أن رفضهم لطرح رؤى سياسية تفصيلية يضعف موقفهم ويحول خطابهم من الواقعية إلى الشعارات، ويضرب مثلاً على ذلك بالتباينات في قوانين الأحوال الشخصية الحديثة مؤكدًا أن فقهاء اليوم يواجهون مشكلات لم تكن موجودة لدى السلف وأن الاجتهاد غائب أو متردد أمام المستجدات.

من النقاط المركزية في الحقيقة الغائبة أيضًا طرحه لفكرة أن الدولة في الإسلام لم تقم على أساس ديني بحت بل كانت تتأثر دائمًا بالظروف السياسية والواقعية مشيرًا إلى براغماتية بعض الخلفاء مثل معاوية بن أبي سفيان، ويرى الكاتب من وجهة نظره أن العدل هو الغاية حتى لو تعارض مع حرفية النص ويستشهد ببعض اجتهادات عمر بن الخطاب لتعزيز هذا الطرح.

ينتقد المؤلف أيضًا اختزال التدين في المظهر دون الجوهر ويرى أن ذلك يشغل المسلمين بقضايا هامشية ويبعدهم عن جوهر الإصلاح والتقدم، ويكرر أن المشكلة ليست في الإسلام بل في تفسير المسلمين له وتطبيقهم لنصوصه دون قراءة الواقع.

ويخصص جزءًا من الكتاب للحديث عن مفهوم الدولة الدينية مقارنة بالدولة المدنية ويؤيد السماح بقيام الأحزاب الدينية بشرط التزامها بالبرامج السياسية لا الشعارات الدينية مؤكدًا أن هذا من شأنه أن ينقل الصراع من ساحات العقيدة إلى ساحة العمل السياسي الواقعي.

أخيرًا يربط المؤلف بين تراجع المجتمعات الإسلامية وبين طريقة فهمها وتطبيقها للدين، مؤكدًا أن الحقيقة الغائبة ليست في النصوص بل في الواقع الذي يتشكل بفعل الناس، ويرى أن فصل الدين عن الدولة من وجهة نظره الخاصة هو الضامن لتقدم المجتمعات شريطة أن يُفهم الدين كقيمة أخلاقية وروحية لا كأداة حكم.

خلال قراءتك لهذا الكتاب الذي صدر بعنوان الحقيقة الغائبة قد تواجه رؤى تاريخية ونصوصًا موثقة من كتب مثل تاريخ الطبري ومروج الذهب لكنها تظل اجتهادًا من المؤلف لا يخلو من الجدل والانتقادات خاصة أن طرحه يتقاطع مع قناعات دينية وسياسية راسخة لدى الكثيرين، وقد أثار الكتاب جدلاً واسعًا حتى بعد وفاة مؤلفه إذ يتم تداوله بصيغ متعددة منها الحقيقة الغائبة pdf ونسخ إلكترونية كـ الحقيقة الغائبة pdf إليك كتابي والحقيقة الغائبة pdf اليك كتابي، ويُخلط أحيانًا مع أعمال أخرى مثل الحقيقة الغائبة عائض القرني pdf رغم اختلاف السياق والمضمون.