للتواصل معنا
رواية الأمير الصغير للكاتب أنطوان دو سانت اكزوبيري، رواية تشرح الاضطراب الشعوري الموجود لدى جميع الناس والتي تتمثل في رغبة الفرد في النضج مبكراً وتمسكه بالطفولة في ذات الوقت، يتناول الكتاب ذلك الموضوع بشكل عميق وفلسفي ناقد ساخر بأسلوب بسيط ومشوق من خلال قصة طيار ضائع في طريق مجهول يجعله يستعيد ذكرياته منذ الطفولة من خلال مقابلة طفل أمير تائه في الصحراء يجعله يرى نفسه من جديد وكأنه ينظر في مرآه، ولنتعرف على حكاية الامير الصغير بالتفصيل
تبدأ حكاية الطيار برسمة بسيطة يرسمها وهو صغير وهي عبارة عن ثعبان يلتف حول حيوان ضخم ليفترسه بناءً على تخيل جاء في عقله لما يحدث في الغابات العملاقة من التهام الوحوش من قبل الثعابين التي تبقى في ثبات عميق لتستطيع هضم فريستها، على كل حال هذا هو خيال الكاتب الطفل الذي قاده ليرسم تلك الرسمة البريئة ولكن من الغريب ان لم يستطيع تفسيرها احد سوى هو، حتى اصبح الكاتب يبحث عن اصدقائه في الناس الذين يستطيعون تفسير تلك الرسمة حيث يشعر حينها بأنه يعيش في نفس عامه وتخيلاته، كان كاتبنا الطفل يعشق الرسم كثيراً ومع الإحباط الذي واجهه من الجميع فترك الرسم ليكون طيار ولكن الطفل الرسام مازال يعيش بداخله
نرى من خلال أحداث رواية الأمير الصغيرالكاتب بعدما اصبح طيار ناضج يستطيع يجوب العالم ولكن مازال بداخله ذلك الطفل الذي يبحث عن من يفهمه ويفهم رسوماته الغير مفهومة، تتعطل الطائرة فجأة وم يستطيع الطيار فعل شئ سوى الهبوط في وسط الصحراء وبعدها بقليل يقرر السير على الرمال بمفرده ليتكشف ما يدور هنا وهناك، يقابل الطيار طفل صغير يسير بمفرده بالإتجاه المعاكس يرتدي ملابس كالأمراء؛ فما حكاية ذلك الطفل؟ وكأنه يرى الزمن يُعاد حيث يطلب منه الفتى رسم خروف بدون أي مقدمات بالفعل يبدأ الطائر في رسم الخروف مرات ومرات وفي كل مرة لا يرى الطفل الخروف الذي يرغب أن يراه حتى استطاع الطائر ابتكار حية وهي رسم صندوق على أن يقول للطفل أن بداخله الخروف الذي يرغب به، يبدأ الطفل الأمير يحكي عن حياته وكوكبه الذي يعيش فيه والذي يقترب من حجم المنازل العادية، ولكن ما يعوق الحياة به الاشجار التي تنمو كثيراً ويجب عليه إقتلاعها دوماً ويبدأ في وصف الحياة المحيطة به ومعاناته مع اجمل شئ بكوكبه الصغير وهي الوردة الحمراء التي يرغب في حمايتها بكل الطرق ومازلت تغازله بأشكواكها ولا تجد ما يرضيها ابداً، يحكي الطفل عن الكواكب الكثيرة التي رآها في الطريق وهم وحكامها الكبار يشبهون الكبار الذين يقابهم الطيار في حياته منذ صغره وينتقدون رسمه وفكره ويصعب عليهم فهمه، وفي ختام الحوار عن حياته يحكي للطيار عن الثعلب والافعي التي تلتف حوله في البستان لتهضمه لا محاله
هل لاحظت شيء ما غريب في قصة الأمير الصغير؟ أن الأمير الصغير التائه القادم من كوكبه الصغير هو الطفل الداخلي للطيار وتلك الوردة التي يحكي عنها هي احلام طيارنا ورسوماته التي دوماً حاول حمايتها أما الكواكب التي رآها في رحلته فهم هؤلاء الاشخاص الكبار العقلاء المملين من وجه نظره ولا يستطيع التواصل فكرياً معهم فقط يجاريهم على مدار المشوار حتى يستطيع الاستمرار في رحلة الحياة، وها هو الآن تائه في الصحراء أما الامير الصغير فقد تركه طيارنا الكبير ليعود إلى وطنه وعالمه بد أصبحا رفقة في بضع ساعات
الأمير الصغير pdf من أكثر الكتب تحميلاً حول العالم كما أنها من الأكثر مبيعاً حتى وصل عدد المبيعات إلى 80 مليون نسخة فكيف لها استطاعت أن تصل إلى القلوب بتلك الطريقة لأنها تصف نفوس الكثير من البشر من الذين وصلوا لغايات المجتمع ولكنهم إلى الآن لم يصلوا إلى غايتهم