ملخص رواية أمنيتي أن أقتل رجلاً | صرخة المرأة بين الحب والغضب

ملخص رواية أمنيتي أن أقتل رجلاً للكاتبة سعاد الشامسي، لم يكن العنوان مجرد عبارة صادمة بل كان أشبه بجرس إنذار قرع أبواب العقول والقلوب، فحينما صدرت رواية أمنيتي أن أقتل رجلاً للكاتبة المهندسة سعاد الشامسي اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي بالجدل وانهالت التعليقات بين منصف وناقم وبين قارئ رأى في الصفحات انعكاسًا لحياته وآخر لم يتجاوز العنوان ليطلق الأحكام جزافًا.

تحمل الرواية بين طياتها صراعًا أزليًا بين الرجل والمرأة حيث تطرح الكاتبة بجرأة قضايا الزواج والعلاقات العاطفية من منظور مزدوج موضحةً كيف تتراكم المشكلات وتصل إلى لحظة الغليان التي تتجسد في الأمنية التي يرددها صوت داخلي مكبوت: أمنيتي أن أقتل رجلاً، لكنه ليس قتلاً بالمعنى الحرفي بل هو تمرد على القوالب النمطية وعلى التجاهل الذي يحول الحب إلى عبء وعلى الصراعات التي تستنزف روح المرأة وتحيلها إلى ظل باهت في حياة رجل لا يصغي.                  

تنقسم الرواية إلى عشرة أجزاء تتناول فيها الكاتبة العلاقة بين الرجل والمرأة بأسلوب يجمع بين السرد الأدبي والنقاش التحليلي حيث تضع كل طرف أمام مرآة ذاته لتكشف بذكاء كيف تتراكم الخيبات الصغيرة حتى تتحول إلى مشاعر قاتلة، وبين الصفحات يدرك القارئ أن الأمنية ليست إلا رمزية لحالة قهر نفسي تعيشها بعض النساء حيث يصبح أمنيتي أن أقتل رجلاً تعبيرًا عن رغبة عميقة في تغيير الرجل لا القضاء عليه، في كسر قيود الصمت لا اقتراف الجريمة.

الكاتبة لم تكتفِ بعرض المشكلة بل كانت روايتها أشبه بخارطة طريق للخروج من هذا النفق المظلم حيث يختم كل فصل بحلول عملية للطرفين مما يجعلها بمثابة لقاح ضد أوبئة العلاقات الفاشلة، لقد أدركت الشامسي أن القصة ليست فقط عن امرأة تئن تحت وطأة الإهمال بل عن رجل ضائع بين واجباته وطموحاته عن فجوة تتسع كلما غاب الحوار وعن مشاعر تُخنق باسم التقاليد والروتين.

رغم ذلك لم تمر الرواية دون أن تثير المخاوف، فالرجل الذي قرأ عنوانها شعر وكأنها سلاح موجه نحوه بينما المرأة التي انحازت للمضمون رأت فيها صوتًا يعبر عن آلاف القصص التي تُحكى في الخفاء، أما الجدل الذي أثارته الرواية فقد كان في صالحها إذ جعلها تتصدر قوائم الأكثر مبيعًا في دار مداد للنشر حتى أصبح البحث عن أمنيتي أن أقتل رجلاً pdf قهوة 8 غرب دليلًا على حجم الاهتمام بها حيث سعى الكثيرون للحصول عليها إلكترونيًا بعد نفاد النسخ المطبوعة.

سعاد الشامسي كانت تدرك أن أمنيتي أن أقتل رجلاً سيجعل البعض يتوجس لكن النجاح الحقيقي لروايتها لم يكن فقط في المبيعات بل في قدرتها على أن تكون حديث الجميع، في أن تصل إلى نساء وجدن أنفسهن بين السطور وإلى رجال قرأوا فيها انعكاسًا لصورة لم يروها من قبل، إنها ليست مجرد رواية عن الألم العاطفي بل دعوة مفتوحة لإعادة النظر في شكل العلاقات الزوجية في فهم أعمق لما تريده المرأة وما يخسره الرجل حين يغفل عن تفاصيل صغيرة قد تعني للعلاقة كل شيء.

أمنيتي أن أقتل رجلاً ليست تحريضًا بل صرخة، ليست اتهامًا بل دعوة للحوار وهي بلا شك من أكثر الأعمال التي استطاعت أن تجمع الحب والغضب في آنٍ واحد وأن تُحدث ضجة لم تهدأ حتى الآن.