انفصام الشخصية احدى الأمراض النفسية ذات التأثير المدمر حيث تجعل صاحبها يبدو منفصل تماماً عن المجتمع المحيط به، كما أنه يعاني دائماً من أوهام واضطرابات فكرية مما يؤثر على حياته بشكل عام، في السطور التالية تفاصيل أكثر حول ذلك المرض وأفضل طرق العلاج.
تعريف انفصام الشخصية
إنفصام الشخصية أو الشيزوفرينيا Schizophrenia مرض نفسي يصيب العقل يتسبب في اضطراب فكري مدمر، ذلك الاضطراب يؤثر بشكل كلي أو جزئي على الإدراك والتفكير والسلوك وقد يستمر لفترات وسنين طويلة، إلى أن يصبح مرض مزمن ذات تأثير سلبي على حياته الصحية الاجتماعية.
مراحل الفصام:
مراحل انفصام الشخصية 3 مراحل وهم " البادرة، الحادة، المتبقية" لكل مرحلة علامات تنبأ بمستوى الفصام لديك، إليك تفاصيل كل مرحلة:
مرحلة الباردة:
المرحلة الأولى والتي تتضمن أعراض الفصام المبكرة، وقد يصعب تشخيص المرض في البداية لكون أعراضه تتشابه مع أمراض نفسية أخرى مثل الاكتئاب.
المرحلة الحادة:
تكون المرحلة الأكثر صعوبة وتلاحظ ظهور أعراض متمثلة في الهلاوس والتخيلات وبعض الشيء من جنون الارتياب.
المرحلة المتبقية:
أعراض تلك المرحلة أقل حدة من المراحل السابقة وقد لا يظهر عليهم أعراض الهلاوس والأوهام، ولكنهم ربما ينتكسون ويعودوا إلى المرحلة السابقة "الحادة"
اعراض انفصام الشخصية
تتنوع أعراض إنفصام الشخصية من فرد إلى آخر نظراً لعدة عوامل مثل الجنس والعمر وبعض التأثيرات الجانبية التي سوف نتناولها لاحقاً، وعادة ما تظهر أعراض الانفصام ما بين مرحلة المراهقة إلى مرحلة العشرينات، وقد تظهر عند النساء في أواخر العشرينات ومرحلة الثلاثينات ، إليكم أهم أعراض ال Schizophrenia التي يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار:
- إعتناق معتقدات غريبة قد لا يكون لها صلة بالواقع.
- الهلاوس السمعية والبصرية وكذلك الروائح الكاذبة.
- ربما يعاني المريض من بعض الاضطرابات أثناء الحديث أو اضطرابات سلوكية ايضاً.
- الحرص على تلاشي الاتصال البصري أثناء الحديث.
- عدم القدرة على إتمام أبسط الأمور الحياتية اليومية.
- ركود تام في تعبيرات الوجه أي لا تستطيع التعبير الانفعالي.
- عادة ما تجد مريض انفصام الشخصية يتحدث بنبرة صوت واحدة ولا يستطيع تناغم صوته مع الموقف.
- الانعزال عن المجتمع وتفضيل الوحدة.
اقرأ أيضاً: أعراض الاكتئاب
اعراض الشيزوفيرنيا عند المراهقين
عادة ما يجد المتخصصين صعوبة في تشخيص مرض الانفصام عند المراهقين، لما في ذلك من تشابه بين أعراض المرض مع مرحلة المراهقة، إليك أهم أعراض انفصام الشخصية عند المراهقين التي يمكنك تفهم الحالة من خلالها:
- البعد عن التجمع العائلي وعدم الرغبة في تكوين صداقات.
- تدهور المستوى الدراسي على غير المعتاد.
- تغيرات كثيرة ومتكررة في الحالة النفسية.
أسباب مرض الانفصام
لم يتوصل إلى الآن إلى أسباب انفصام الشخصية الحقيقية، ولم تحدد بدقة من قبل متخصصين، ولكن باجتهاد العلماء والأطباء تم التوصل إلى عدة عوامل يمكن أن تكون الأسباب على الأرجح:
- الوراثة: عادة ما تكون الوراثة عامل هام في جميع الأمراض النفسية والصحية، حيث تلعب الجينات دوراً هام بنقل إصابات الوالدين إلى الأبناء، حتى ولم يكن مصابين بالانفصام بل أي مرض نفسي آخر.
- حدوث خلل في إحدى النواقل العصبية: نعلم أن حدوث خلل في السيروتونين والدوبامين يمكن أن يحدث تأثير بالغ على صحة العقل، مما يتسبب في خلل فكري.
- تغير بيئة المخ: اكتشف سبب هام قد يكون مشترك بين جميع المصابين بالفصام، وهو وجود اختلافات في بنية المخ بين الأصحاء والمصابين، قد تكون أهم الأسباب التي تم اكتشافها إلى الآن.
- ما هي عوامل خطر الإصابة بانفصام الشخصية؟
- هناك بعض العوامل التي بشأنها زيادة حدة وخطورة الإصابة بإنفصام الشخصية، مثل:
- الاصابة قبل الولادة: عندما يتعرض الجنين في بطن أمه إلى بعض الفيروسات أو ينقل إليه مواد سامة عن طريق تعاطي المخدرات والكحوليات.
- تناول بعض الادوية لها الآثار الجانبية لفترات طويلة، أو تعاطي المواد المخدرة والكوكايين في مرحلة المراهقة.
- ارتفاع سن الأبوين عند الإنجاب يمكن أن يعرض الطفل للإصابة بإنفصام الشخصية عند الوصول إلى العشرينات.
- تعرض الشخص للضغط النفسي المتكرر.
اقرأ أيضاً: ثنائي القطب
مضاعفات مرض الشيزوفرينيا
عادة ما يكون لأي مرض نفسي تأثير سلبي على صاحبة في شتى جوانب حياته، ولكن هل مرض انفصام الشخصية خطير؟ بحيث يمكن أن يقلب حياة الفرد رأسا على عقب؟ إليك التفاصيل:
- إنفصام الشخصية من أكثر الأمراض خطورة، حيث يمكن أن يصاب الفرد على أثرها بالرهاب الاجتماعي نتيجة للوسواس الذي يعاني منه بشكل كبير.
- التفكك الأسري أحد توابع الإصابة بإنفصام الشخصية، حيث لا يمكن أن يتقبل إحدى الطرفين مرض الطرف الآخر وما ينتج عنه من سلوكيات غير مرضية.
- قد يفقد الفرد القدرة على إعالة نفسه أو العمل والإنفاق بشكل تام.
- تصل التأثيرات السلبية على حياة الفرد إلى التشرد نتيجة للإسراف غير المحسوب أو التعاطي المهلك للصحة والمال.
- بعض حالات الانفصام يمكن أن تصل إلى حد الانتحار أو إيذاء النفس والغير.
اقرأ ايضاً: اضطراب الشخصية الحدية
تشخيص انفصام الشخصية
يعتمد المتخصصين في تشخيص وعلاج انفصام الشخصية على تاريخ المريض وما تعرض له من وعكات صحية سابقة، وبعض العوامل الأخرى التي يمكن أن يكون لها دور هام، ويأتي دور المختصين في تشخيص الحالة باتباع الآتي:
- عمل فحص مختبري لعينة "بول، دم" وذلك لمعرفة حالة الفرد الصحية وضمان خلو الجسد من أي مواد مخدرة.
- أشعة مقطعية على الدماغ، بالاضافة الى اشعة رنين مغناطيسي وذلك لاكتشاف وجود آفات في المخ.
- متابعة حالة المريض واحتساب اول مرة تعرض فيها لنوبة من الهلاوس والمدة بين النوبات، حيث عادة ما تستمر الأعراض لمرض الفصام لمدة 6 أشهر متواصلة.
علاج الانفصام
يمكن أن يتم معالجة انفصام الشخصية البسيط عن طريق بعض الجلسات النفسية للتخفيف من حدة أعراض المرض وتجنب تدهور الحالة للمريض، ولكن يأتي العلاج القاسي لمن يعانون من المرض لمدة سنوات دون علاج، ويكون على النحو التالي:
- علاج دوائي متمثل في مضادات الذهان مثل الكلوزابين، الريسبيريدون، الهالوبيريدول، الأولانزابين.
- حقن عضل ذات مفعول طويل وهى حقن مساعدة على استقرار حالة المريض لمنع تدهورها والدخول إلى المستشفى.
- مضادات الاكتئاب مثل الباروكسيتين.
للاطلاع على: دورة انفصام الشخصية
العلاج النفسي لمريض الفصام
العلاج النفسي هو علاج انفصام الشخصية بدون أدوية وهو الأساس في علاج جميع الأمراض النفسية، ويعد الأكثر فعالية حتى مع تواجد العلاج الدوائي وعادة ما يتضمن العلاج النفسي التفاعل مع المحيط والاندماج في العلاقات الاجتماعية، ويتمثل في:
- العلاج الفردي: وهو علاج سلوكي معرفي يتم فيه تغيير طريقة تفكير الشخص ويجعله يتخلص من الأوهام.
- العلاج الأسري: وهو علاج الفصام الذي يتم عن طريق توعية الأسرة بما يمر به أحد الأفراد ليكونوا قادرين على التكيف معه وتحسين حالته.
- المشاركة في الأنشطة الاجتماعية من أجل تحسين الحالة النفسية وبناء مجتمع خاص به، مما يجعله قادراً على التكيف مع المحيط المهني ولا يتعرض للمشاكل دوماً.
تحدثنا فيما سبق عن احد أخطر الأمراض النفسية التي قد تصل بحالة صاحبها إلى الهلاك والدمار الشامل، وهو انفصام الشخصية وتناولنا من خلال السطور أهم أعراض المرض وطرق العلاج التي يمكن أن تغير حياته رأسا على عقب إلى الأفضل.
الأسئلة الشائعة حول الموضوع
يمكنك الإطلاع على الكثير من المعلومات من خلال الأسئلة التالية واجاباتها المختصرة:
ما هو الفرق بين الفصام والانفصام؟
كلاهما بذات المعنى ولكن تختلف المصطلحات.
هل يمكن علاج إنفصام الشخصية؟
نعم، فالكثير من الحالات نجحت معهم تجربة العلاج وبعضهم يلجأ إلى علاج انفصام الشخصية بالقرآن، ولكنه ليس الحل العلمي للمشكلة ولم يكن العلاج بشكل منفرد.
هل يجعل الفصام الشخص خطيرًا؟
بالتأكيد وذلك في الحالات المتأخرة، حيث أن الهلاوس العقلية يمكن أن تصور له الكثير من الشكوك التي قد تصيب الفرد تجعله يتصرف بعنف تجاه نفسه والمحيطين.
هل ينتهي الحال بمريض الفصام إلى التشرد أو العيش بالمستشفيات؟
إذ لم يخضع للعلاج المناسب.
هل الفصام يؤثر على الزواج؟
الكثير من التساؤلات حول مرض انفصام الشخصية والزّواج، فعادة لا يمكن لمريض الزواج والاستقرار ولكن إذا التزم بالعلاج فقد يتغير الوضع كثيراً.
هل الفصام يعني تعدد الشخصيات؟
لم يرتبط الانفصام بتعدد الشخصيات اطلاقاً بل هو فقط اضطراب عقلي وفكري.