لا يشتغل العقل الإنساني في تجلياته الكبرى إلا ضمن دائرة أو ورشة عمل سماها نابليون هيل بالخيال. إنه ذلك الفضاء الذي يتيح للعقل أن يعمل في سياق يحول الدافع والرغبة والطموح، والفكرة إلى واقع ملموس ومدرك مهما بدا للإنسان صعوبة الموقف أو السلوك أو العوائق.
يوقفنا نابليون هيل أمام حقيقة الخيال ويفتح عيوننا على هذه القوة الخلاقة، والملكة الفارقة في الوجود الإنساني، فيعتبر أن الخيال هو المؤسس الفعلي للحضارة الإنسانية، والمحفز لكل أشكال الإبداع الإنساني منذ انبثاق وظهور الكائن الإنساني على هذه الأرض، وبه اكتشفت الإنسانية ذاتها، وتميزت عن غيرها، وشحذت كل ملكاتها لتوجيه الطبيعة في خدمتها. لكن ما هي مميزات هذا الخيال الإنساني؟.
هنا يخبرنا الكاتب بأن هناك نوعين من الخيال، أو شكلان منه يتميز بهما الإنسان عن غيره من المخلوقات:
- الخيال الاصطناعي: وهي ملكة يتم عبرها التنظيم والترتيب لمجموعة من الأفكار مرسومة سلفا في العقل الإنساني. بمعنى أن هذا الخيال لا يقدم شيئا جديدا فهو يعمل فقط مع مادة الخبرة والتعلم التي يكتسبها الإنسان.
- الخيال الإبداعي: وهذه هي العلامة الفارقة في الوجود الإنساني، فعبرها يتم اكتساب معارف جديدة، والانفتاح على تجارب أخرى، وتطوير الحدس والإلهام الإنسانيين للانسجام والتواصل مع العقل الباطن للآخرين.
فكلما استطاع الإنسان استخدام آليات خياله الاصطناعية والإبداعية بشكل كبير، كلما طور من حياته، كما تتطور أية عضلة في الجسم الإنساني عن طريق التمرين والممارسة. وكلما أخفق في استخدام قوته الخيالية، كلما تراجع منسوب العطاء والبذل، وأصبحت هذه القوة ضعيفة وخامدة بفعل هذا الضمور وضعف الاستعمال.
الفكرة: الخيال هو ورشة العمل التي يشتغل ضمنها العقل الإنساني لتطوير الذات وتحقيق الثراء.
#خيرجليس #ملخص_كتاب #كتاب
يمكن دعم مبادرة خير جليس عن طريق موقع بيبال أو بيترين:
تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعي:
انستاجرام: