في عشرينيات القرن الماضي كان عالم الحيوان النرويجي ثورليف شيلدروب-إبي يدرس سلوك الدجاج أثناء تناول الحبوب في الحظيرة، حينها لاحظ ثورليف وجود تسلسلًا هرميًا واضحًا بين الدجاج. في قمة الهرم كانت الدجاج الأكثر صحة و الأقوى التي كانت دائما تسبق بقية الدجاج عندما يحين وقت الطعام. في الجزء السفلي من الهرم كان الدجاج الأضعف، الذي كان يتغذى على فتات الحبوب المتبقية بعد الدجاج الأقوى. لا ينحصر هذا المفهوم على الدجاج فحسب؛ بل يحدث بشكل طبيعي في مختلف أصناف مملكة الحيوان. على سبيل المثال، فإن الكركند أو اللوبستر، و مع اختلاف أماكنه معيشته، فإننا نلحظه يقاتل بقوة مع أبناء جنسه من أجل السيطرة على أفضل المواقع و أكثرها أمانًا للاختباء. وجد العلماء أن هذه الصراعات التنافسية تؤدي إلى اختلاف نسب الهرمونات في أدمغة الكائنات الأقوى و الأضعف. الفائزين تصبح لديهم نسبة أعلى من هرمون السيروتونين مقارنة بنسبة الأوكتوبامين، في حين تميل هذه النسبة إلى الاتجاه المعاكس في أدمغة الخاسرين. مستويات الهرومنات هذه قد تؤثر على الهيئة الجسدية للكركند، فالمزيد من هرمون السيروتونين يساعد الكركند بأن يكون أكثر مرونة و استقامة، أما الأوكتوبامين فيجعل يبدو متوترًا و منطويًأ على ذاته.
و من نفس المنطلق فإن مفهوم التسلسل الهرمي ينطبق كذلك على بني البشر. أظهرت الدراسات بأن أولئك الذين يعانون من الإدمان على الكحول أو الاكتئاب هم أقل استعدادً لخوض غمار أية منافسة مع أقرانهم. وعلى العكس من ذلك، فإن أولئك الذين يعتلون التسلسل الهرمي تجدهم عادة ما يظهرون لغة جسد مبهرة و واثقة ، مما يساعدهم على الحفاظ على عزيمتهم و مثابرتهم نحو أهدافهم في الحياة. تماما مثل الكركند، فكثيرًا ما يقارن البشر أنفسهم ببعضهم البعض، و يربطون التفوق الذهني و الذكاء مع الهيئة الجسدية.
الفكرة: التسلسل الهرمي مفهوم مشترك في المجتمعات البشرية و الحيوانية، لكي تعطي انطباع عن ثقتك و تفوقك حافظ على هيئة جسدية واثقة، ارفع رأسك و سر باستقامة و ثبات.
#خير_جليس #ملخص_كتاب #كتاب
يمكن دعم مبادرة خير جليس عن طريق موقع بيبال أو بيترين:
على مواقع التواصل الاجتماعي: