أكثر سؤال ملح خاصة بالنسبة للسيدات فيما يخص أمراض القلب هو " هل لمريضة القلب القدرة على الزواج و الحمل و الإنجاب بشكل طبيعي ؟".
و هو يعتبر سؤال محوري سواء للمصابات بأمراض القلب أو للمقبلين على خطو الزواج من فتاة تعاني من أحد أمراض القلب, لذلك يجيب عن هذه التساؤلات أستاذ أمراض القلب دكتور سامح علام.
أمراض القلب عند السيدات :
تعتبر أمراض القلب مقلقة بنسبة أكبر للسيدات أكثر من الرجال, لكن هذا في حالة واحدة و هي مرحلة ما بعد انقطاع الطمث " سن اليأس ", ففي هذا السن تكون احتمالية تعرض المرأة لأمراض القلب أكبر.
اكن هذا لا يعني أن أمراض القلب لا تصيب سوى سوى النساء الأكبر سنًا فقط, لكن الاحتمالية تكون أكبر فقط.
كيف يؤثر الحمل على القلب ؟
https://www.youtube.com/watch?v=hAEU5R2kKUE
يضغط الحمل على القلب وعلى جهاز الدورة الدموية. أثناء الحمل، يزيد حجم الدم بنحو من 30 إلى 50 بالمائة لتغذية طفلكِ الذي ينمو، ومضخات قلبك بالمزيد من الدم كل دقيقة، كما تزيد ضربات قلبكِ.
تضيف عملية المخاض والولادة أيضًا حملاً على عمل القلب. خلال المخاض — وخاصةً عندما تدفعين الطفل — سيحدث لكِ تغييرات شديدة في تدفق الدم والضغط. ويستغرق الأمر أسابيع عديدة بعد الولادة لتعود مستويات الضغط على القلب إلى المستويات التي كانت عليها قبل الحمل.
يختلف تأثير الزواج و الحمل على أي مصابة بأمراض حسب ما تعاني منه, فمثلًا المصابة بآفة خلقية في القلب, ليست كمن تعاني من ضعف عضلة القلب و هكذا…
أمراض صمامات القلب عند السيدات :
يعد أكثر مرض منتشر بين السيدات بالنسبة لأمراض القلب هو " ضيق و ارتجاع الصمام الميترالي ", و ذلك نتيجة تعرض نسبة كبيرة من الفتيات في سن صغيرة للإصابة بحمى القلب الروماتيزمية, مما يرجح احتمالية الإصابة بأمراض صمامات القلب فيما بعد.
https://www.youtube.com/watch?v=082oGVCSg3M
أكثر صمامات القلب تأثرًا بالحمى الروماتيزمية للقلب هو الصمام الميترالي, و يصاب إما بالضيق بنسبة كبيرة أو الإرتجاع.
أعراض أمراض صمامات القلب :
https://www.youtube.com/watch?v=uRWbPCqxVe8
صوت غير طبيعي يظهر عند الكشف العادي بسماعة الطبيب, يسمى " النفخة القلبية ".
آلام الصدر و القلب.
ضيق التنفس.
عدم انتظام نبضات القلب.
تورم الكاحلين و القدمين و اليدين.
دوار و إغماء.
التعب و الإرهاق و الإعياء.
ضيق الصمام الميترالي و الحمل :
هل يمكن لمريضة مصابة بضيق أو ارتجاع في الصمام الميترالي أن تحمل بشكل طبيعي ؟
1- في حالة الإصابة بضيق طفيف في الصمام الميترالي :
تكون نسبته من 10 % حتى 20 %, يمكن الزواج و الحمل و الإنجاب بأمان , و لكن مع المتابعة مع طبيب متخصص لأمراض القلب أثناء فترة الحمل.
2- في حالة الإصابة بضيق شديد في الصمام الميترالي :
و حدوث ارتفاع في ضغط الشريان الرئوي نتيجة هذا الضيق, لا يستحب فكرة الحمل في هذه الفترة إلا بعد علاج الصمام أولًا و توسيعه, و بعذ ذلك يمكن إتمام الحمل و الولادة دون أي مشاكل.
علاج ضيق صمامات القلب //
https://www.youtube.com/watch?v=OUHhus1i9hY
في أغلب الحالات يتم علاج ضيق صمامات القلب من خلال الأدوية فقط على فترات طويلة - مدى بعيد - و المتابعة المستمرة مع طبيب متخصص, و بعض الإرشادات و النصائح المتعلقة بالنظام الغذائي و الأنشطة الحياتية اليومية, مثل الحمى الروماتيزمية يتم علاجها ب " البنسلين " على مدار سنوات طويلة.
أو قد تحتاج إلى قسطرة:
قسطرة لتوسيع الصمام بالبالون.
https://www.youtube.com/watch?v=VVqiOkzaSbQ
و هناك حالات أخرى تحتاج إلى تدخل جراحي و عملية قلب مفتوح.
3- في حالة حدوث الحمل مع الإصابة بضيق متوسط أو شديد في الصمام الميترالي:
في هذه الحالة ينصح بالتوجه أولًا لطبيب متخصص في أمراض القلب للقيام ببعض الفحوصات و التحاليل اللازمة, لتحديد نسبة الضيق في الصمام و حالة المريضة, و يقوم الطبيب بعقد موازنة ما بين كمية المخاطر في حالة إكمال الحمل من عدمها, فإذا لم يكن هناك خطورة على حياة الأم, يتم إكمال الحمل لكن مع المتابعة المستمرة مع طبيب القلب.
إذا كان هناك خطورة على حياة الأم في حالة إكمال الحمل, يتم إجهاض الجنين, و ينصح بعدها الطبيب بمعالجة ضيق الصمام أولًا ثم اتخاذ قرار الحمل مرة أخرى.
لكن إذا كان إجهاض الجنين في هذه المرحلة عملية صعبة, مثل أن الجنين تخطى الشهور الأولى و أصبح من الخطر القيام بإجهاض له, أو أن الحمل أتى بصعوبة و المريضة قاربت من سن انقطاع الطمث و قد لا تتكرر لها فرصة الحمل مجددًا, يتم توسيع الصمام أثناء الحمل.
هناك بعض الحالات عند الإصابة بضيق في الصمام الميترالي متوسط الشدة, بعد عرضها على الطبيب يرى أنه من الممكن لها إكمال الحمل لكن مع بعض الاحتياطات, مثل المتابعة المستمرة, و العلاج الدوائي, و أن تظل في المستشفى آخر شهر من الحمل تحت متابعة طبيب القلب و طبيب النسا و التوليد, و يتم توليدها بطريقة معينة ببنج مختلف عن البنج العادي, و بحضور طبيب أطفال لتحديد إذا ما كان الطفل سيحتاج الدخول للحضانة أم لا فور ولادته.
على المصابة بضيق في الصمام التوجه للطبيب قبل حدوث الحمل أو بعد حدوثه, و ذلك لكي يضع لها الاستراتيجية السليمة و المناسبة و التي لا تعرضها لأي عامل خطر, و ذلك يعتمد على:
حالة المريضة الصحية.
نسبة الضيق في صمام القلب.
كفاءة عضلة القلب.
خبرة طبيب القلب المختص المعالج للحالة.
ملحوظة: ضيق صمام القلب ليش من أمراض القلب الوراثية حتى تطمئن كل أم مصابة به أنه يمكن لها الحمل و الولادة بشكل طبيعي دون القلق من توريثه لأطفالها.