محمد علي باشا - أسرار حياته : كتاب مسموع تأليف بريس دافين : أحد المستشرقين المعاصرين لمحمد علي باشا.
هناك الكثيرون ممن يعتبرون محمد علي باشا باني مصر الحديثة وصاحب نهضتها وينسبون إليه كثير من الفضائل. ولعلهم متأثرون بما حرصت أسرة محمد علي على ابرازه للشعب المصري على اعتبار انه مؤسس الأسرة الذي يستمدون منه شرعيتهم. فهل كان محمد علي حقا يحب الخير لمصر ويريد نهضتها أم كان يريد مجدا شخصيا؟
أفضل من يتحدث عنه هم معاصريه و خاصة الشرفاء منهم الذين كانوا لا يرتبطون بأي عداوات أو مصالح معه .. ومنهم المستشرق الفرنسي بريس دافين الذي عاصر محمد علي وتعرف عليه عن قرب حيث أنه كان يعمل في القصر الملكي. وكان شغوفا بتسجيل الاحداث و تحليلها وابداء رأيه فيها.
يتحدث بريس دافين في البداية عن صفات محمد علي الجسمانية و هيئته وملابسه وطريقة حديثه. ثم يبدأ في الحديث عن شخصيته بموضوعية كبيرة .. ويصف كيف كان يهتم بما يقوله عنه الآخرون خاصة في أوربا و صحفها وكيف كان يستمع للآخرين أو يصدهم وكيف كان مجلسه جذابا وكيف كان يلقي اسئلته. ثم يتحدث عن استبدادالباشا ويسوق الأمثلة على هذا والتي تظهر غلظة شديدة وظلم كان سببا في تسميته ظالم باشا. ويتحدث عن الحاشية و الاتراك الذين كانوا يعيشون في مصر و ياكلون خيرها و يذلوا شعبها .. لقد كان الاتراك يعتبرون مصر من ممتلكاتهم الخاصة و اهلها عبيدد لهم. ولقد ساعدهم محمد علي في التمادي في ظلمهم وقتلهم و تعذيبهم الأبرياء. ويتحدث الكاتب عن الدستور الذي وضعه الباشا و لم ينفذ منه شيء .. وكيف أدى الظلم إلى ثورة الصعيد على محمد علي باشا وكيف فشلت الثورة و لماذا .. ويروي الكاتب الفرنسي كيف كان محمد علي باشا متحيزا لأبناء جلدته من الأتراك على حساب الفلاحين المصريين الذين كان يحتقرهم و لم يفعل شيئا لصالحهم ويذكر كيف تعامل مع المصريين و كيف عانت مصر الغنية في ذلك الوقت من البؤس و الشقاء.. وفي النهاية يتحدث عن آخر أيام محمد علي و كيف كانت نهايته.
هذا الكتاب ضروري لقراءته حتى نصحح المفاهيم و هو رسالة قوية لمن يتباكون على الاحتلال التركي لمصر و أيام محمد علي و يعتقدون أن تركيا تريد صالحهم و صالح المسلمين وعودة الخلافة وهي في الواقع لا تريد إلا صالح أبنائها على حساب دماء الشعوب الأخرى.
#محمد_علي
#كتاب_مسموع
#كتاب_صوتي