مرثية تأبط شرًا

إنَّ بالشِّعْبِ الَّذي دُونَ سَلْعٍ * لَقَتِيلًا دَمُهُ ما يُطلُّ

بصوت عبد الرحمن بن ناصر السعيد

https://twitter.com/AbdurrhmanSaeed

الشنكبوتية:

http://toarab.ws

https://twitter.com/toarab_ws

شكر لـ:

أ.حاتم العتيبي - https://twitter.com/HatemAbabab٣
د.بدر الراشد - https://twitter.com/DrBadrmr
د.عبدالله السديس - https://twitter.com/Prof_Assudais



كما في حماسة أبي تمام برواية أبي محمد القاسم بن محمد الديمرتي الأصبهاني (٣٥٥هـ تقريبًا)

وهي على بحر المديد ومفتاحه:
لِمَدِيدِ الشِّعْرِ عِنْدِي صِفَاتُ * فاعلاتن فاعلن فاعلاتن

وقال أبو علي أحمد بن محمد بن يعقوب المعروف بمسكويه (المتوفى: ٤٢١هـ) في الهوامل والشوامل (٢٨٣) في المسألة الرابعة والعشرين بعد المئة:
« ... وَالسَّبَب فِي جَمِيع ذَلِك أَن الْقَوْم كَانُوا يجبرون بنغمات يستعملونها مَوَاضِع من الشّعْر يستوي بهَا الْوَزْن. ولأننا نَحن لَا نَعْرِف تِلْكَ النغمات إِذا أنشدنا الشّعْر على السَّلامَة لم يحسن فِي طباعنا.
وَالدَّلِيل على ذَلِك أَنا إذا عرفنَا فِي بعض الشّعْر تِلْكَ النغمة حسن عندنَا وطاب فِي ذوقنا كَقَوْل الشَّاعِر:
إن بِالشعبِ الَّذِي دون سلع لقتيلاً دَمه مَا يطلّ
فَإِن هَذَا الْوَزْن إِذا أنْشد مفكك الْأَجْزَاء بالنغمة الَّتِي تخصه طَابَ فِي الذَّوْق وَإِذا أنْشد كَمَا ينشد سَائِر الشّعْر لم يطب فِي كل ذوق».

ونقل الزبيدي في تاج العروس في أصل (السين واللام والعين) عن أبي العباس المبرد: هي لخلف الأحمر إلا أنها تنسب إلى تأبط شرًا وهو نمط صعب جدًّا

قال ابن أخت تأبط شرًا يرثي خاله، وتأبط شرًا لقب واسمه ثابت بن جابر الفهمي من قيس عيلان بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان.

١) إنَّ بالشِّعْبِ الَّذي دُونَ سَلْعٍ * لَقَتِيلًا دَمُهُ ما يُطلُّ
٢) خَلَّفَ الْعِبْءَ عَلَيَّ وَولَّى * أنا بالعِبْءِ لهُ مُسْتَقِلُّ
٣) ووراءَ الثَّأر منِّي ابنُ أختٍ * مَصِعٌ عُقْدَتُهُ مَا تُحَلُّ
٤) مُطْرِقٌ يَرْشَحُ سَمًّا كَمَا أَطْـ * ـرَقَ أَفْعَى يَنْفُثُ السَّمَّ صِلُّ
٥) خَبرٌ ما جاءنا مُصْمَئِلٌّ * جَلَّ حتّى دَقَّ فيهِ الأَجَلُّ
٦) بَزَّنِي الدَّهْرُ وكانَ غَشومًا * بِأَبِيٍّ جَارُهُ ما يُذَلُّ
٧) شَامِسٌ في القُرِّ حتى إذا ما * ذَكَتِ الشِّعْرَى فَبَرْدٌ وَظِلُّ
٨) يَابِسُ الجَنْبَيْنِ مِنْ غَيْرِ بُؤْسٍ * وَنَدِي الْكَفَّيْنِ شَهْمٌ مُدِلُّ
٩) ظَاعِنٌ بِالْحَزْمُ حَتَّى إذا مَا * حَلَّ حَلَّ الحَزْمُ حَيْثُ يَحُلُّ
١٠) وَلَهُ طَعْمَانِ أَرْيٌ وَشَرْيٌ * وكلا الطَّعمينِ قَدْ ذَاقَ كُلُّ
١١) مُسْبِلٌ فِي الْحَيِّ أَحْوَى رِفَلٌّ * وَإذَا يَغْزُو فَسِمْعٌ أَزلُّ
١٢) غَيْثُ مُزْنٍ غَامِرٌ حين يُجْدِي * وَإذَا يَسْطُو فَلَيْثٌ أَبَلُّ
١٣) يَرْكَبُ الْهَوْلَ وَحِيدًا وَلاَ يَصْـ * ـحَبُهُ إلَّا اليَمَانِي الأَفَلُّ
١٤) فَلَئِنْ فَلَّتْ هُذَيْلٌ شَبَاهُ * لَبِمَا كانَ هُذَيْلًا يَفُلُّ
١٥) وَبِمَا أَبْرَكَهُا في مُنَاخٍ * جَعْجَعٍ يَنْقَبُ فِيهِ الأَظَلُّ
١٦) صَلِيَتْ مِنِّي هُذَيْلٌ بِخِرْقٍ * لا يَمَلُّ الشرَّ حتى يَمَلُّوا
١٧) يُورِدُ الأَلَّةَ حتّى إذا ما * نَهِلَتْ كَانَ لَهَا مِنْهَ عَلُّ
١٨) تَضْحَكُ الضَّبْعُ لِقَتْلَى هذيلٍ * وَتَرَى الذِّئْبَ لَهَا يَسْتَهِلُّ
١٩) وعِتَاقُ الطَّيرِ تَمْشِي بِطَانًا * تَتَخَطَّاهُمْ فَمَا تَسْتَقِلُّ
٢٠) وَفتُوٍّ هَجَّرُوا ثُمَّ أَسْرَوْا * لَيْلَهُمْ حَتَّى إذَا انْجَابَ حَلُّوا
٢١) فَاحْتَسَوْا أَنْفَاسَ نَوْمٍ فَلَمَّا * هَوَّمُوا رُعْتُهُمْ فَاشْمَعَلُّوا
٢٢) كلُّ مَاضٍ قَدْ تَرَدَّى بِمَاضٍ * كَسَنا البَرْقِ إذا ما يُسَلُّ
٢٣) فَسَقَيْنَا كَأْسَ حَتْفٍ هُذَيْلًا * عُقْبُهَا خِزْيٌ وعارٌ وذُلُّ
٢٤) فَادَّرَكْنَا الثَّأرَ مِنْهُمْ وَلمَّا * يَنْجُ مِن لِحْيَانَ إلَّا الأَقَلُّ
٢٥) مَطْلِعَ الشَّمْسِ فَلَمَّا اسْتَحَرّتْ * أَدْبَرُوا مِنْ فَوْرِهِمْ فَاجْفَأَلُّوا
٢٦) حَلَّتِ الْخَمْرُ وَكَانَتْ حَرَامًا * وبِلَأْيٍ ما ألمَّت تَحِلُّ
٢٧) فَاسْقِنِيْهَا يا سَوادَ بنَ عَمْرٍو * إنَّ جِسْمِي بَعْدَ خَالِي لَخَلُّ