قصيدة أبي قيس بن الأسلت الأنصاري : قالت ولم تقصد لقيل الخنا
شرح المُفَضَّلِيَّات للأنباري (٥٦٤-٥٧٤)

بصوت عبد الرحمن بن ناصر السعيد

https://twitter.com/abdurrhmansaeed


شكر للزملاء الفضلاء:
أ.حاتم بن راشد العتيبي - https://twitter.com/HatemAbabab3
د.بدر بن محمد الراشد - https://twitter.com/DrBadrmr
د.عبد العزيز بن صالح العُمَري - https://twitter.com/aziz_omary 


حساب الشنكبوتية في الفيسبوك:

https://www.facebook.com/profile.php?id=100047548988106

حساب الشنكبوتية في تويتر:

https://twitter.com/toarab_ws

الموقع

http://toarab.ws

وقعت بين الأوس والخزرج حرب حاطب بن قيس بن هيشة المعاوي، وكانت هذه الحرب بين بطون الأوس والخزرج كلها، وهي آخر حربٍ كانت بينهم إلا بعاث، حتى جاء الله جل جلاله بالإسلام، وكانت الأوس قد أسندت أمرها في هذه الحرب إلى أبي قيس بن الأسلت الأنصاري الوائلي، فقام في حربهم فآثرها على كل ضيعةٍ حتى شحب وتغير. ولبث أشهرًا لا يقرب امرأة ثم جاء ليلةً فدق على امرأته؛ وهي كبشة بنت ضمرة بن مالك بن عمرو بن عزيز من بني عمرو بن عوف. ففتحت له فأهوى إليها، فدفعته وأنكرته، فقال: أنا أبو قيس!
فقالت: والله ما عرفتك حتى تكلمت! فقال أبو قيسٍ في ذلك:

1) قالتْ ولم تَقْصِدْ لِقِيلِ الخَنَا = مَهْلًا فقَدْ أَبْلَغْتَ إسْمَاعِي
2) أَنْكَرْتِهِ حِينَ تَوَسَّمْتِهِ = والحَرْبُ غُولٌ ذَاتُ أَوْجاعِ
3) مَنْ يَذُقِ الحَرْبَ يَجِدْ طَعْمَهَا = مُرًّا وتَحْبِسْهُ بِجَعْجَاعِ
4) قد حَصَّتِ البَيْضَةُ رَأسِي فَمَا = أَطْعَمُ غُمْضًا غَيْرَ تَهْجَاعِ
5) أَسْعَى على جُلِّ بَنِي مَالِكٍ = كلُّ امْرِئٍ في شأْنِهِ ساعِ
6) أَعْدَدْتُ للأَعْداءِ مَوْضُونَةً = فَضْفَاضَةً كالنِّهْيِ بالقَاعِ
7) أَحْفِزُها عَنيِّ بِذِي رَوْنَقٍ = مُهَنَّدٍ كالمِلْحِ قَطَّاعِ
8) صَدْقٍ حُسامٍ وَادِقٍ حدُّهُ = ومُجْنَإٍ أَسْمَرَ قَرَّاعِ
9) بَزِّ امْرِئٍ مُسْتَبْسِلٍ حاذِرٍ = لِلدَّهْرِ جَلْدٍ غَيْرِ مِجْزَاعِ
10) الحَزْمُ والقُوَّةُ خيرٌ مِنَ الـ = إدْهَانِ والفَكَّةِ والهَاعِ
11) لَيْسَ قَطًا مِثْلَ قُطَيٍّ وَلا الْـ = مَرْعيُّ في الأَقْوَام كالرَّاعِي
12) لا نَأْلَمُ القَتْلَ ونَجْزِي بهِ الْـ = أَعْدَاءَ كَيْلَ الصَّاعِ بالصَّاعِ
13) نَذُودُهُمْ عَنَّا بِمُسْتَنَّةٍ = ذَاتِ عَرَانِينَ ودُفَّاعِ
14) كأَنَّهُمْ أُسْدٌ لَدَى أَشْبُلٍ = يَنْهِتْنَ في غِيلٍ وأَجْزَاعِ
15) حَتَّى َتجلَّتْ ولَنَا غايةٌ = مِن بَيْنِ جَمْعٍ غَيْرِ جُمَّاعِ
16) هَلاَّ سأَلْتِ الخَيْلَ إذْ قَلَّصَتْ = ما كانَ إبْطائي وإسْرَاعِي
17) هَلْ أَبْذُلُ المالَ على حُبِّهِ = فِيهِمْ وآتِي دَعْوَةَ الدَّاعِي
18) وأَضْرِبُ القَوْنَسَ يومَ الوَغى = بالسَّيْفِ لم يَقْصُرْ بهِ بَاعِي
19) وأَقْطَعُ الخَرْقَ يُخَافُ الرَّدَى = فِيهِ على أَدْماءَ هِلْوَاعِ
20) ذَاتِ أَسَاهِيجَ جُمَاليَّةٍ = حُشَّتْ بِحَارِيٍّ وأَقْطَاعِ
21) تُعْطِي على الأَيْنِ وتَنْجُو مِنَ الـضَّرْبِ أَمُونٍ غَيرِ مِظْلاَعِ
22) كأَنَّ أَطْرَافَ وَلِيَّاتِهَا = في شَمْأَلٍ حَصَّاءَ زَعْزَاعِ
23) أُزَيِّنُ الرَّحْلَ بِمَعْقُومَةٍ = حارِيَّةٍ أَو ذَاتِ أَقْطَاعِ
24) أَقْضِي بِها الحاجاتِ إنَّ الفَتَى = رَهْنٌ بِذِي لَوْنَيْنِ خَدَّاعِ