منذ توقيع معاهدة وستفاليا في منتصف القرن السابع عشر شهدت أوروبا بداية حقبة جديدة في تاريخها، حيث تحدى أتباع مارتن لوثر وجون كالفن، حق الإمبراطورية الرومانية المقدسة، التي كانت في تلك الحقبة تحت سيطرة عائلة هابسبورغ في النمسا، في تقرير مصيرهم الديني. فبعد حرب دموية دامت ثلاثين عاما راح ضحيتها ملايين القتلى لا سيما في الولايات الألمانية، جاءت معهادة وستفاليا عام ١٦٤٨ بمثابة خاتمة للحروب الطاحنة بين الديانتين الكاثوليكية والبروتستانتية والذي كان له الأثر الكبير في إنهاء مرحلة الصراع الديني والطائفي والمذهبي وتكريس مصالحة أوروبية ذاتية.

يرجع الفضل إلى معاهدة وستفاليا، في إرساء الأسس القانونية لنظام الدولة القومية الحديثة، وتكريس مبدأ احترام سيادة الدول الداخلية والخارجية على إقليمها، باعتبارها صاحبة الحق السيادي والحصري في عقد المعاهدات، دولةٌ معترف بها، وبحدودها، والسيادة لملكها الذي لا يخضع للإرادة السياسية لأي جهة كانت، بغض النظر عن مذهب الدولة الديني، أو نظامها السياسي.
كما أَسست معاهدة وستفاليا، نظام البعثات الدبلوماسية، وذلك بقيام الدول بتبادل السفراء، إضافة الى إقرار مبدأ توازن القوى، إذ اعترفت الدول بالمستوى الحالي في تفاوت القوة، وجعله ملزم التطبيق من أجل عدم تسلط دولة على أخرى أو تحالف على دولة. هذا بالاضافة الى أن المعاهدة أوجدت تعريف للدولة الحديثة في جماعة من الناس يعيشون بصورة دائمة فوق اقليم جغرافي محدد يخضعون لسلطة سياسية لها سيادة، تكون هذه السلة أصلية وسامية ودائمة ولا تقبل التجزئة.

ولمعرفة المزيد عن اتفاقية وستفاليا والتطرق الى الظروف الممهدة لعقد معهادة وستفاليا، وتسمية وستفاليا، وموقع وستفاليا الجغرافي والاسباب والدوافع والبنود التي نصت عليها المعاهدة والنتائج التي بعد توقيع الاتفاق
https://bit.ly/3RcKCyv


#معاهدة_وستفاليا
#الدولة_القومية_الحديثة
#السيادة
#وستفاليا