يقوم الكبد (بالإنجليزية: Liver) بالعديد من المهام والوظائف المُختلفة ذات التأثير في أعضاء وأجزاء عدّة من الجسم، حيث يلعب الكبد دورًا في عمليّتي هضم وامتصاص الدهون، إضافةً إلى دوره في معالجة الدم القادم من المعدة والأمعاء؛ بما يتضمّن تحطيم مواد مُعينة وإبقائها بمستوياتٍ مُناسبة، إضافةً إلى تشكيل مُغذيّات جديدة يحتاجها الجسم، وفي هذا السياق يُشار إلى دور الكبد في تصنيع بعض البروتينات الهامّة لبلازما الدم، كما يقوم بتصنيع بروتينات مُعينة إلى جانب الكوليسترول (بالإنجليزية: Cholesterol) بهدف المساعدة على نقل الدهون عبر الجسم،[١] وأيضًا تتمّ في الكبد عمليات أيض ومعالجة العقاقير الطبية بما يُمكّن الجسم من التعامل معها، كما يقوم الكبد بتنقية الدم من المواد الضارّة، حيثُ إنّ الكبد يُساهم في تنظيم مستوى العديد من المواد الكيميائية في الدم، كالبيليروبين (بالإنجليزية: Bilirubin)، كما يقوم الكبد بمُعالجة الهيموغلوبين (بالإنجليزية: Hemoglobin)؛ للاستفادة من محتواه من الحديد، كما يتحكّم الكبد أيضًا في إفراز سكر الدم المعروف بالغلوكوز (بالإنجليزية: Glucose) وتخزينه على شكل جليكوجين (بالإنجليزية: Glycogen)، بالإضافة لتحويل مواد مُعينة إلى أشكال أخرى ليتمّ طرحها لاحقاً في البول، وفي الحقيقة يلعب الكبد دورًا في الاستجابة المناعية نظرًا لمساهمته في محاربة الالتهابات والعدوى من خلال التخلّص من البكتيريا وإنتاج العوامل المناعيّة المُختلفة، كما يدخل الكبد في تنظيم عملية تخثّر الدم، وفيما يلي بيان وظائف الكبد بشيءٍ من التفصيل.[٢][٣] تصنيع العُصارة الصفراويّة يقوم الكبد بتصنيع العُصارة الصفراويّة؛ وهي مادّة سائلة كثيفة، ولزجة، يميل لونها إلى الأصفر أو البرتقالي، وتُساعد بشكلٍ رئيسيّ في إتمام عملية الهضم، إذ تمتزج مع أجزاء الطّعام، وأحماض المَعدة، وسوائل الهضم؛ ممّا يساعد الأمعاء على امتصاص المُغذيات إلى مجرى الدم، كما أنّ العُصارة الصفراويّة تُصنَّف كمطهّر بيولوجي للجسم، إذ تلعب دوراً هامّاً في التخلُّص من بعض نواتج الفضلات، والهيموجلوبين الناتج عن تحطُّم كُريات الدم الحمراء، ونواتج أيض العقاقير والأدوية، وغيرها من المواد، وبشكلٍ عامّ تتشكّل العُصارة الصفراويّة من العديد من المكوّنات؛ كالأملاح، والماء، والكوليسترول، وعنصر النّحاس، إضافةً إلى بعض الصبغات، كالبيليروبين، ويُذكَر أنّ الأحماض الصفراء (بالإنجليزية: Bile salts)؛ تُعتَبر المكوّن العُضويّ الرئيس للعُصارة الصفراويّة.[٤][٥] إتمام عمليّة أيض البيليروبين ينتُج عن عملية تكسير الهيموجلوبين مادة البيليروبين، ويقوم الكبد أو نخاع العظم بتخزين الحديد الناتج عن عملية التكسير لاستخدامه لاحقاً في تكوين خلايا الدم الحمراء،[٢] ويُنتج الجسم ما يُقارب 250-350 ميلليغرام من البيليروبين غير المقترن بشكلٍ يوميّ، مُعظمها ناجمة عن تكسّر خلايا الدم الحمراء، فيما تنتج النسبة المُتبقيّة عن بروتينات الهيم الأخرى الموجودة في نخاع العظام والكبد، وفي الواقع يُعدّ البيليروبين غير المقترن مادة غير ذائبة في الماء، لذا يتوجّب تحويلها للشكل الذائب في الماء ليتسنّى للجسم التخلّص منها في البول، وفي هذا السياق يُشار إلى عمليّة اقتران البيليروبين والتي تُمكّن من نقل البيليروبين في بلازما الدم محمولاً مع الألبومين (بالإنجليزية: Albumin)، ثمّ يقوم الكبد بدوره بالتقاط البيليروبين وحده من البلازما دون الألبومين، وعن طريق تفاعلاتٍ إنزيميّة مُتخصّصة يتحوّل البيليروبين إلى مادّة ذائبة في الماء، ليتمّ بعدها إفراز واستكمال عمليّة أيض البيليروبين في الجسم.[٦] إنتاج الطاقة وأيض الطعام يُشير مصطلح الأيض إلى العمليات والتفاعلات الكيميائية الحيوية المعقدة التي تحدث في الجسم، ويحتاج الجسم إلى مُساعدة الكبد لإتمام عمليّة الأيض للعديد من العناصر الغذائية فيه، إذ يعمل الكبد على تخزين الغلوكوز المُشتق من الكربوهيدرات (بالإنجليزية: Carbohydrate) في حال وجود كميات وافرة منه في الجسم، وإطلاقها عند الحاجة لذلك بما يضمن تزويد الجسم بالطاقة اللازمة له بشكلٍ ثابت، ويُشار إلى دور الكبد في هضم وامتصاص الدهون، وتحويلها إلى مصادر للطاقة، كما أنّ تصنيع الكوليسترول وتنظيم مستواه في الجسم يٌعدّ من مهامّ الكبد، الذي يقوم أيضاً بتحطيم البروتينات إلى أحماض أمينية (بالإنجليزية: Amino Acids)، مع إمكانية تحويل الأحماض الأمينية إلى دهون، وجلوكوز، وبروتينات، وفي الحقيقة؛ تُشارك العُصارة الصفراويّة بمُختلف مكوّناتها في بعض العمليّات المُتعلّقة بأيض الطعام؛ كمُساهمتها في امتصاص الفيتامينات الذائبة في الدهون من قِبل الأمعاء، وتحويل فيتامين "د" للشكل الفعّال، ويُشار إلى أنّ فيتامين "د" يملك دورًا في امتصاص الكالسيوم، وعليه فإنّ تحوله للشكّل الفعّال يُمكّن من الانتفاع من عنصر الكالسيوم، وتجدر الإشارة إلى دور بعض مكونات العُصارة الصفراويّة في مُعادلة أحماض المعدة المنقولة من المعدة إلى الأمعاء الدقيقة.[٧] تصنيع السائل اللمفيّ يُعدّ الجهاز اللمفاويّ (بالإنجليزية: Lymphatic system) جزءًا من الجهاز المناعيّ في جسم الإنسان، ويُعتبر السائل اللمفيّ (بالإنجليزية: Lymph) أحد مكوناته؛ وهو سائل شفاف يقوم بنقل البروتينات، وبعض المعادن كالصوديوم والبوتاسيوم في الجسم، ويجري السائل اللمفيّ في شبكة من القنوات التي تتضمّن أيضًا العُقد اللمفاوية (بالإنجليزية: Lymph node)، ويُذكر بأنّ العُقد تحتوي خلايا مناعيّة من شأنها محاربة البكتيريا والعوامل المُمرضة، ويتمثّل دور الكبد بما يخصّ الجهاز اللمفاويّ بتصنيع ما يُقارب ثُلث حاجة الجسم من السائل اللمفيّ،

والعديد من الوظائف لتعرف على المزيد شاهد الفيديو (( شرح وظائف الكبد في الجسم، كيف يعمل الكبد على إنتاج العديد من العناصر )) على قناة علوم للعموم فرج ممتعة



#الكبد