كل الأعمال سواء كانت تجارية أو خدمية من أهم أهدافها التوسع في السوق والحصول على عملاء جدد وتحقيق أرباح أكثر، ولكن مشكلة أصحاب الشركات والمشاريع هو عدم معرفة ما إذا كان عليهم تعلم التسويق أو المبيعات للوصول إلى هذه الأهداف، وعلى الرغم من كون هذين المصطلحين مرتبطين كلاهما بالسوق إلا أنه دائمًا ما يتم الخلط بينهما، ولكن ما هو التسويق و فيما يتمثل مفهوم المبيعات ، وما هي أوجه الاختلاف بينهما؟، وكصاحب عمل مشروع أو شركة ما الذي يجب أن تعتمد عليه لتحقيق أهدافك التجارية ؟ … هذا ما سوف نوضح بالتفصيل من خلال ما يلي.


اعلان: اسمع بودكاست البزنس العائلية ومشاكله

بزنس بالعربي (Business بالعربى )
البزنس العائلي وايه هي المشاكل الموجودة والحلول المتوفرة مع سيف التهامي
Share on Facebook Share on Twitter Share on LinkedIn Subscribe with Apple Podcasts Subscribe with RSS Download this episode
التسويق و المبيعات
لتوضيح الفرق بين المبيعات و التسويق لا بد من توضيح مفهوم كل منهما:

مفهوم التسويق
التسويق مكرس بشكل أساسي لنهج ” السوق” ، وبالتالي ، فإن وظيفة التسويق تشمل الكشف عن احتياجات المستهلكين وتوقعاتهم (أبحاث السوق) ، وإنتاج منتج أو خدمة تلبي هذه التوقعات ، وأخيراً ، دمج العناصر في كل متماسك ، يسمى “مزيج التسويق” ، والذي سيسمح لقسم المبيعات ببيع المنتجات أو الخدمات الخاصة بالشركة.

كما أن التسويق يشمل كذلك إعداد المواد الترويجية ، مثل الكتيبات أو النشرات الإعلانية ، أو إعداد المعارض التجارية ، أو العلاقات العامة ، أو حتى الأنشطة القائمة على متجر إلكتروني، باختصار ، يضمن المسوق تطوير عرض جذاب ، وإحضاره إلى السوق وتحديد العملاء المهتمين ، و المعروفين أيضًا باسم “العملاء المحتملين”، وبالتالي تكمن ميزة سياسة التسويق الفعالة في رضا العملاء وبناء علاقات دائمة مع العملاء.

مفهوم المبيعات
يبدأ مجال المبيعات بعد بناء وعي عند المستهلكين بالسلعة أو الخدمة التي تقدمها الشركة، ويبدأون في البحث عنها و عن إمكانية شرائها، وتتمثل شخصية المبيعات في الشخص الذي يتعامل بشكل مباشر مع العملاء، بمفهوم أوضح، تتعلق أنشطة “المبيعات” بالبيع المباشر والحفاظ على اتصالات العملاء والاستحواذ على جزء من السوق، وبالتالي ، فإن مندوبي المبيعات مسؤولون عن متابعة “العملاء المحتملين” والتأكد من أن هؤلاء العملاء المحتملين يصبحون عملاء حقيقيين ، من خلال إقناعهم بأن المنتج / الخدمة التي تقدمها الشركة تلبي احتياجاتهم، من خلال التعرف على العميل بشكل أكبر، ومعرفة المشاكل التي يواجهها وبناء ثقة بينها، فيستطيع تحديد احتياجاته حتى يستطيع أن يتم عملية البيع، على سبيل المثال في بيئة B2B ، عادةً ما يحتاج مندوبي المبيعات إلى إجراء محادثة مع العميل المحتمل،

وبالتالي فإن الهدف من وظيفة “المبيعات” هو زيادة أرباح الشركة عن طريق زيادة حجم نشاطها ومبيعاتها.

الفرق بين التسويق والمبيعات
يتمحور دور التسويق في إنشاء أنشطة للتأهيل المسبق وجذب العملاء المناسبين إلى المكان المناسب، ويتضمن جميع الأنشطة التي تقود العملاء المحتملين إلى المنتج أي المكان الذي يتم فيه البيع، في هذه المرحلة يدور البيع حول التأكد من أن العميل المحتمل لا يأتي خالي الوفاض وإنما يكون لديه مسبقًا نية الشراء أو بمعنى آخر الحاجة للحصول على المنتج/ الخدمة.، بينما وظيفة المبيعات هي تحويل هؤلاء العملاء المحتملين إلى عملاء حاليين، أي بيع المنتج/ الخدمة.

بمفهوم أبسط ، وظيفة التسويق هي بناء الوعي بمؤسستك وعلامتك التجارية للعملاء المحتملين، وتعمل المبيعات على تحويل هذا الوعي إلى ربح ، من خلال تحويل هؤلاء العملاء المحتملين إلى عملاء فعليين. للتعمق في الفرق بين المبيعات والتسويق ، فيما يلي 5 اختلافات رئيسية بينهما يجب على كل صاحب أعمال أو مشروع معرفتها:

عامل الوقت
عامل الوقت في المبيعات يتحدد بفترة قصيرة جدًا، غالبًا ما يكون من شهر إلى 3 شهور، لأن الاتصال في المبيعات يتم من العميل بشكل مباشر، وقياس النتائج وحجم المبيعات في الشركة يكون خلال كل شهر، ما يجعل المدة الزمنية المكرسة لهذه العملية قصيرة.

بينما يكون عامل الوقت في التسويق أكبر ويتراوح ما بين 6 شهور إلى سنة حتى يبدأ العائد منه في الظهور، وهو ما يجعل أصحاب الشركات الصغيرة والمتوسطة يهتمون بشكل أقل بالتسويق وأكثر بالمبيعات لرغبتهم في تحقيق أرباح بشكل أسرع، ومع ذلك، فإن التركيز على التسويق خطة طويلة الأمد تأتي ثمارها بشكل يساعد مستقبلًا على تقليل الجهد في عملية البيع وتحسين سيرها.

انطباع العميل وتفضيل التعامل
عند الحصول على عرض خدمة أو منتج من شركة أو علامة تجارية غير معروفة، غالبًا ما يتعرض مندوب المبيعات إلى الصد أو يستغرق وقت أطول في محاولة اقناع العميل بالشراء، لأن الأشخاص لا يثقون في معظم الأحيان بالمندوبين الذين يتعاملون بالطريقة التقليدية ويتجهون إلى الضغط على العميل و الإصرار عليه، حيث تركز المبيعات على شخص أو مجموعة أشخاص بشكل خاص.

بينما في التسويق يكون الهدف أكثر اتساعا، وموجه نحو سوق معين، من خلال إعطاء قيمة معنوية أو حكاية قصة لتعليم الناس وفهم مشاكلهم واحتياجاتهم التي يمكن لما تقدمه الشركة من منتجات/ خدمات أن تحلها وتلبيها، مما يجعل الأشخاص أكثر اقدامًا على التعامل مع المسوق لأن هدفه الأساسي لا يتمثل في البيع المباشر.

عامل الانجذاب وعامل الإقناع
الهدف الأساسي من التسويق هو جذب العملاء إلى السلعة/ الخدمة التي تقدمها الشركة وإثارة انتباههم وفضولهم لمعرفة تفاصيل أكثر عن المنتج/ الخدمة وتجربته، بينما تركز وظيفة المبيعات على مهارة الإقناع، وكيف أن المنتج/الخدمة التي يعرضها المندوب تمثل حل لمشكلته وأنه بحاجة له، لذلك فإن شخص المبيعات يجب أن يتمتع بقدرة كبيرة على الاقناع وإبراز مميزات المنتجات/الخدمات لكل عميل محتمل على حدى و حتى تبرير السعر في الكثير من الأحيان إذا كان العميل يعتقد أنه مرتفع.