بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم أيها الأحبة الكرام، ومرحبًا بكم في هذا الفيديو الهام الذي يتحدث عن رحلتنا نحو التطهير الروحي وكسر قيود الأصنام التي تعترضنا في طريق الصلاح والارتقاء. إن التوجه نحو مقام الصالحين يتطلب خطوة بسيطة جدًا، ولكنها قد تفتح باب روحك للسير في هذا المقام العالي والرفيع.
ما هي تلك الخطوة التي نتحدث عنها؟ هي ببساطة أن تبتعد عن الأصنام وتتخلص من رهانها على قلبك. في داخل الكثير منا، يوجد مجموعة من الأصنام التي قد تأخذ مكانًا داخل قلوبنا. ومن بين تلك الأصنام، يأتي في مقدمتها صنم الهوى، وصنم الدنيا، وصنم الشهوات. هذه الأصنام تعمل على إحجامنا عن التوجه نحو الله وتعترض طريقنا إلى الحضرة الإلهية.
إذا كنت ترغب في الوصول إلى الحضرة الإلهية، فإن البداية تكمن في تطهير قلبك من تلك الأصنام. تطهير بيت قلبك يعني تحريره من هذه الأصنام، بحيث يكون مستقبلًا للعناية الإلهية وللأسرار الروحانية والمعارف الإلهية والعلوم الروحية.
عندما تطهر قلبك من الأصنام، ستبدأ في رؤية الله في كل مكان وفي كل شيء. لن ترى سوى الله الذي هو المؤثر الحقيقي في الكون. لن ترى سوى الله الذي هو النافع والضار، الرافع والخافض، المعطي والمانع. هذه هي المشكلة التي يواجهها الإنسان بشكل عام، حيث إننا جميعًا نقول هذا الكلام ولكن هل نشعر به حقًا؟ هل ندرك بأن الله هو المؤثر الحقيقي في كل شيء؟
لنقم بمثال يوضح ذلك. عندما تجلس في سيارتك وترى ضابط المرور يخالف المخالفين، هل تشعر بالتأثر والانفعال إذا كنت تخالف إشارة المرور؟ هذا يحدث لأنك تعلم أن ضابط المرور سيخالفك وربما يفرض عليك عقوبة. إذًا، تعاملك مع الأمر يكون مختلفًا تمامًا، وتقوم بتلبية الأوامر المرورية، وذلك بسبب العلم والوعي بأن هذا هو القانون وأن الضابط هو السلطة المختصة.
بنفس الطريقة، عندما نتعلم وندرك بأن الله هو المؤثر الحقيقي في حياتنا، فإننا نتعامل مع الأسباب والأحداث في حياتنا بشكل مختلف. نأخذ الأسباب والوسائل كأدوات تستخدم بأمر الله وتوجيهه. إذا اتبعنا هذا النهج وحطمنا أصنامنا النفسية والقلبية، سيكون لدينا الاستعداد لاستقبال الفيضانات الروحانية والتوجيهات الإلهية.
لذا، يجب علينا أن نكسر قيود الأصنام والمعتقدات السطحية التي تعترضنا عن التوجه الحقيقي نحو الله. يجب أن نلجأ إلى الله وحده، وأن نعتبره هو الوحيد القادر على تحقيق النفع وتجنب الضرر. لا نعتمد على الأشخاص أو الأشياء الدنيوية كمصادر للسعادة والراحة، بل نعتمد على الله فقط.
ومع ذلك، هل هذا يعني أننا لا نأخذ بالأسباب ولا نتعامل مع الظروف والمسائل العملية؟ بالعكس، نحن ندرك أنه على الرغم من أن الله هو المؤثر الحقيقي، إلا أنه أمرنا بأخذ الأسباب والتعامل مع الظروف التي نواجهها في حياتنا. فالله هو الرازق والمعطي والمقدر لكل شيء، ومن الحكمة أن نتعامل مع الأسباب والموارد التي وضعها الله في هذا الكون.
إن استخدام الأسباب والوسائل لا يعني أننا نراها هي المؤثر الحقيقي، بل إنها أدوات نستخدمها وفقًا لإرادة الله وتوجيهاته. عندما نستخدم هذه الأسباب والوسائل بطريقة صحيحة ومستنيرة، نكون نعمل وفقًا لمشيئة الله ونأمل في توفيقه ورضاه.
مثلاً، إذا كنت تسعى للنجاح في حياتك المهنية، يجب عليك أن تتعلم وتكتسب المعرفة والمهارات اللازمة لتحقيق ذلك. يمكنك العمل بجد والتخطيط بشكل جيد واستغلال الفرص المتاحة، ولكن في النهاية، ندرك أن النجاح الحقيقي والتوفيق يأتي من الله.
لذا، نحن لا ننكر الأسباب ولا نتجاهلها، بل نتعامل معها وفقًا لمشيئة الله. نحن نستثمر الجهود ونأخذ الخطوات اللازمة، ولكن في الوقت نفسه نثق بأن الله هو المسيّر لكل الأمور والمؤثر الحقيقي في حياتنا.
في النهاية، نحن نحطم الأصنام ونتخلى عن اعتمادنا الكلي على الأشياء الدنيوية والمخلوقات، ونتجه بكل قوة إلى الله ونعتبره هو الواحد الحقيقي الذي يملك كل السلطة والتأثير. فعندما نحطم الأصنام ونتجاوز الاعتماد عليها، يكون لدينا استعداد حقيقي لاستقبال مشاعر الإيمان واليقين، وذلك لأن قلوبنا تصبح مفتوحة لاستقبال النور الرباني وتجليات أسماء الله العظيمة. تصبح قلوبنا كأرض خالية من الأعشاب الضارة والحشرات المؤذية، مستعدة لزراعة بذور العبادة والتقوى.
عندما نطهر قلوبنا من الأصنام، نصبح قادرين على الاستجابة للدعوة الإلهية والتفاعل معها. نبدأ بالتركيز على ذكر الله والدعاء، وعندما تواجهنا مصائب وتحديات، نلجأ إلى الله فورًا قبل التوجه إلى البشر، نستند إلى الله ونعلم أنه هو القادر على حل المشكلات وتخفيف المصائب. إذا كنت تواجه مشكلة معينة، فمن الأفضل أن تلجأ إلى الله أولًا قبل أن تتحدث مع البشر، لأن البلاء والمصائب هي من الله، والذي يستطيع أن يزيل هذه المشكلة هو الله سبحانه وتعالى.
لذلك، نحن ندعوكم لتحطيم الأصنام النفسية والقلبية التي تعترض طريقنا إلى الله، وأن نتوجه بكل قوتنا وتفانينا إلى الله وحده. لنعتبر الله الواحد الذي لا شريك له، وأن كل شيء نراه في الكون هو بمشيئته وإرادته. فعندما نحطم الأصنام، يكون لدينا الاستعداد لاستقبال الفيضانات الروحانية والتجليات الإلهية، ونكون على استعداد لأن نكون ربانيين في تعاملنا مع الحياة.
فلنكن جميعًا ربانيين،
للإستشارات داخل وخارج الإمارات:
00971504170754
المقطع الموسيقي: أنشودة "كن ربانيا" للمنشد عمار صرصر
قنوات د. الفندي في اليوتيوب
1- قناة قواعد الحياة
https://www.youtube.com/channel/UCHF9kTMyMwvc9ufJPrULoHQ
2- قناة مجربات العلماء والعارفين
https://www.youtube.com/channel/UC5bm-rZlnskHBBrCO1Juo7w
3- قناة أسرار نفسية
https://www.youtube.com/channel/UCUW1-egHSMww4iDF5FoN9Hg
4- القناة الرسمية والرئيسية بالعربي
https://www.youtube.com/channel/UCn-BE9JC6lQLCU6pO9ZjaSA
5- القناة الرسمية والرئيسية بالإنجليزي
https://www.youtube.com/@DrMohamedHabibAlfandi
6- الموقع الرسمي :
https://alfandi.org/
6- مكتبة الفندي الإلكترونية :
https://library.alfandi.org/