الأسعار والتسعير

دورة معتمدة اون لاين مجانية يعد السعر من حيث تخطيطه وتنفيذه وتعديله استراتيجياً أحد أهم القرارات التي تنفذها المنظمة، وتعبر استراتيجية السعر عن فلسفة المنظمة عموماً، والإدارة التسويقية خصوصاً في اختيار منتجاتها وتحديدها، وكذلك الأسلوب المتبع لتعديل الأسعار كلما اقتضت الضرورة ذلك. ويلاحظ أن قرارات السعر لا تتأثر بظروف المنظمة الداخلية والتي تحدد في ضوئها التكاليف فحسب، وإنما تتأثر كذلك بقوى خارجية قد تستطيع المنظمة أو لا تستطيع الحد من تأثيرها كقوى العرض والطلب واستراتيجيات المنافسين والمجهزين والموزعين وقرارات الدولة وأثرها في السيطرة على الأسعار، وتختلف وجهات النظر عن السعر ودوره في الحياة الاقتصادية باختلاف النظم الاقتصادية. وتحدد الأسعار في الدول ذات الاقتصاد الحر من قبل المنظمات في ضوء السوق التنافسية، أما في الدول ذات الاقتصاد المخطط مركزياً فإن السعر يتحدد ضمن تصور مركزي يخضع لاعتبارات اقتصادية واجتماعية وسياسية، ويمكن القول إن السعر وتحديده يعد من القرارات الصعبة والمعقدة، نظراً لتعلقه بأهداف المنظمة الاستراتيجية وبنوعية المنتج وكلفته من جهة وبإمكانية المستهلك ودخله من جهة أخرى لذلك نجد أن هناك أكثر من إدارة قد تهتم بالسعر وعملية التسعير في المنظمة وتسهم فيها في ضوء رؤية شاملة من قبل الإدارة العليا في المنظمة. ويكمن تعريف السعر بأنه القيمة موضحة بأحد وسائل النقد أو هو وصف القيمة النقدية للمنتج وقد تكون قيمة الشيء ليست مادية فقط مقاسة في النقود وإنما كتعبير عن شيء من حيث القيمة وليس المنفعة. أما التسعير فهو تحديد المنظمة لأسعار ماتقدمه من منتجات، وهو فن ترجمة قيمة المنتج إلى مقابل نقدي، والتسعير هو القرار الذي يعني بالنسبة للمنظمة حصولها على عوائد لقاء ماتقدمه من منتجات يقابله في الجانب الآخر مايقدمه المستهلك من دخله للحصول على المنتج لإشباع حاجاته ورغباته. فالتسعير هو عملية مستمرة تسعر بموجبها المنظمة منتجاتها بما يضمن تحقيق حالة الإشباع للمستهلك من جهة، والاهتمام بتحقيق أهداف المنظمة من جهة أخرى. فالتسعير إذاً هو عملية وضع السعر على المنتج، وبدون عملية التسعير لايصبح للسعر معنى، فقرار التسعير يتطلب تكاملاً بين الوظائف المختلفة ذات العلاقة في المنظمة، ونظراً لأهميته فإن البعض يخلص إلى أن من الأفضل أن تكون من مسؤولية الإدارة العليا وذلك لأن هذا القرار يتطلب رؤية تكاملية. ويمكن إنجاز أهم الأهداف المتوقعة في التسعير بالآتي: 1- مشاركة المستهلك بالاستفادة المتوقعة من نتائج التقدم التكنولوجي. 2- الاستخدام الكامل والفعال للموارد المتاحة. 3- تحقيق عائد على الاستثمار من خلال زيادة المبيعات المعتمد على الأسعار التنافسية. 4- استقرار الأسعار. 5- المحافظة على الحصة السوقية للمبيعات وتحسينها. 6- مقابلة المنافسة أو تجنبها. 7- إشباع حاجات المستهلك. 8- تنشيط السوق، توجيه الطلب برفع أسعار بعض المنتجات الضارة على الصحة والبيئة كالسكاكر مثلاً أو تخفيض الأسعار على منتجات أخرى لتشجيع استهلاكها. 9- الحد من المخالفات من خلال الرقابة الحكومية على الأسعار وفي هذا حماية للمستهلك. مما تقدم نخلص إلى أن أهداف التسعير لها مضامين إنسانية واقتصادية واجتماعية. وعلى إدارة حماية المستهلك توعية المستهلكين لمعرفة الفرق بين السعر والتسعير، وأن يتأكد المستهلك بأن السلعة التي يرغب بشرائها مسعرة وأسعارها مكتوبة باللغة العربية ويمكن التأكد من ذلك. Abdelnasser Eldeeb Prices and pricing