التربية الإيجابية | أهم المبادئ وكيفية تطبيقها

التربية الإيجابية طفرة حديثة في عالم تنشئة الأطفال والتعامل معهم وبناء شخصيتهم، فهل حقاً أسلوب التربية الحديثة يعود بالسلب على حياة الطفل وهل يفقده الكثير من العناصر الأخلاقية كما يزعم البعض أم أن كل ما هو جديد يعارض من باب الجهل بالشئ؟ معاً نتعرف على أسس وقواعد التربية الحديثة وكيفية تطبيقها للأمهات الجدد وفوائدها كما لم تقرأ عنها من قبل.

ما هي التربية الإيجابية للأطفال؟

مفهوم التربية الايجابية هي ممارسة دور التربية لا الرعاية فقط، دون اللجوء إلى الضغط النفسي و الترهيب والعقاب البدني أو اللفظي ويعتمد ذلك الأسلوب على التفاهم مع الطفل وتلبية احتياجاته النفسية والعاطفية والاحترام المتبادل بين الطرفين وتغيير النظرة السطحية للطفل المتعارف عليها أن الطفل ليس من الضرورة أن يفهم ماهية الأمر الذي يوجه إليه والكثير من المعتقدات التي تهمش دور الطفل، كما تعتمد التربية الحديثة ايضاً على التركيز على السلوك الإيجابي للطفل على عكس من إبراز السلبي بالإضافة إلى تقديم الخيارات وإعطاء حرية الاختيار للطفل ما بين متعدد جميعهم متاح.

مبادئ التربية الايجابية للاطفال

إذا أردت أن تتبع التربية الإيجابية مع اطفالك عليك ان تتعرف اولاً على مبادئ التربية الحديثة الإيجابية وتؤمن بتلك المبادئ ومن ثم سنتعرف على كيفية تطبيق تلك المبادئ بشكل صحيح:

الاحترام المتبادل: سبق وذكرنا نقطة الاحترام في التعريف بمفهوم التربية، ولكن كيف نقدم الاحترام لاطفالنا؟ يكون احترام الطفل بفهم متطلباته وشعوره ومخاوفه دون السخرية أو التقليل من شعوره أو إدخال أطراف أخرى كحكم على الموقف أو تشهيد الغرباء عليه والاعتذار من الكبير عند الخطأ، وكيف يكون الاحترام متبادل بأن يلتزم الطفل بأن باحترام الكبير وتقديم الرفض بأسلوب راقي واحترام لغة النقاش مهما كان صغره، ملحوظة الاحترام ايضاً يتمثل في احترام القواعد العامة فلا يصح أن تمنع الطفل من شئ أنت تقوم بتفاعله
احتواء عالم الطفل: كيف يأتي الاحتواء دون الفهم؟ إذا تفهمت أن طفل ذات عامين يرغب في الاستقلال وهذه طبيعة فطرية ويشعر بالغضب عند إعاقته فلن أرى أنه عنيد ابداً بل سأوفر له ما يجعله يجرب استقلاليته مثل تناول الطعام بمفرده، إذا تفهمت أن طفل 9 أشهر يرغب في الاستكشاف لن اصرخ عليه بأنه فوضوي، إذن تعتمد التربية الإيجابية على الوعي.
استبدال المدح بالتشجيع؛ أبتعد عن إطلاق عبارات الوصف المبالغ به وقم بتشجيع الطفل على المزيد وهنا لا نقل تهميش فعل الطفل، ولكن مثلاً عليك قول لقد ابدعت في رسم البحر تلك المرة ولم تقل لقد أصبحت رسام عبقري
فهم ما خلف التصرف؛ عادة ما يتعامل الأبوين مع السلوك الظاهري فمثلاً نوبات العنف والغضب يقومون ضدها بالتعنيف أو تهذيب السلوك متغاضين عن سبب ذلك السلوك فقد يختزن الطفل داخله الكثير من الغضب نتيجة التوبيخ الدائم والإهانة فيصدر منه فجأة نوبات غضب، وعنف تجاه الأضعف منه مثل الحيوان أو الطيور.
العواقب بدلاً من العقاب: ما هو العقاب هو ما يعقب الشئ أو ما ينتج عنه ولا يعطينا المعنى ابداً ما ينم عن العنف أو الأذى بل أنه فقط ما يعقب الفعل، فإذا طلبت من طفلك تجهيز ادوات الاستذكار الدراسي الآن وقد تجاهل ما تقوليه ما نتيجة ذلك الفعل؟ نتيجته أن لديك أشياء أخرى يجب أن تقومي بها فإذا جاءك بعد الوقت الذي حدد للمذاكرة فيأتي هنا دور العواقب في التربية الإيجابية؛ فنقول لقد انتهى الوقت عليك أن تقوم بالمذاكرة بمفردك وإذا هناك أخطاء فستكتشف ذلك مع الأستاذ بالمدرسة
البحث عن حلول للمشكلة مع الطفل: يشعر الطفل بالخطأ فهو يفهم جيداً حقيقة ما قام به ولا يحتاج إلى كثير من اللوم وتأنيب الضمير، بل يرغب في إصلاح ذلك لأنه غاضب من نفسه فما رأيك أن تتبع التربية الإيجابية وتشترك معه في حل المشكلة وجعله يفكر كيف نصلح ذلك الأمر الآن وأن تجعليه يشعر بأنك معه في المشكلة، هذا يجعله أكثر شعور بالمسؤولية بل وبارع في حل المُشكلات وهي مهارة اجتماعية ضرورية
الابتعاد عن نعت الطفل بصفات سيئة فهي تلتصق بعقله وتجعله يتصرف على أساسها، فمثلاً الطفل سيئ السلوك قد نُعت من قبل بتلك الصفة مما ترك له مساحة تن يكون ذلك فعلاً فلما لم أكن ذلك وأنا اللقب بذلك اللقب!

اقرأ ايضاً:

تعديل السلوك للاطفال والمراهقين

تأخر الكلام عند الاطفال

أنشطة صيفية للاطفال

كيفية ممارسة التربية الحديثة للاطفال

بعد التعرف على مفهوم التربية الإيجابية ومبادئها فما آلية ممارستها مع الطفل؟

أصنع وقت بشكل يومي لقضائه مع الطفل بنحو ربع ساعة تقريباً وتزداد على حسب عمر الطفل على أن يكون ذلك الوقت لمشاركة به شئ ممتع بالنسبة للطفل
الابتعاد عن المكافآت المادية بل استبدالها بالكلمات المشجعة والتي سبقنا وذكرناها من قبل، فإذا كنت من محبي إعطاء الهدايا للطفل باستمرار عند النجاح فقد يربط الطفل سبب النجاح من أجل الحصول على الهدايا ولم يشعر بأهمية النجاح في حد ذاته
بداية اليوم بالاشياء الصعبة نوعاً ما أو الثقيلة على الطفل فإذا كان الطفل يرحب باللعب مع الكلب أو الهاتف وعليه إتمام مهمة تنظيف الغرفة اجعل تنظيف الغرفة اولاً وبناء على ذلك سوف يتم اللعب، هذا سوف يكون نظامه فيما بعد بشكل منفرد حيث سيقوم بالمهام الصعبة اولاً ويكافئ نفسه
التحكم في ردود الأفعال؛ تذكر أنه مجرد طفل فإذا لم يستطيع السيطرة على أفعاله أنت تستطيع السيطرة على رد فعلك.

اقرأ ايضاً:

علاج الخوف عند الأطفال

متلازمة الاسبرجر

فوائد التربية الايجابية

لم تكن التربية الإيجابية للأطفال مجرد ترند أو أنه بدعة إبتدعها المثقفين بل أنه نظام تربوي يشع بالطاقة على الطفل وصحته النفسية وسلوكه وحياته ومستقبله، بعض السلوكيات الصحية تتبعها مع طفلك تجعل منه إنسان سوي ناضج متزن فلا نرى كبار مراهقين بعد الآن، وفي ضوء ذلك إليك فوائد ومميزات التربية الحديثة:

تعود التربية الإيجابية على الأطفال بسلوك سوي مع الآخرين حيث تجده قادر على التفاعل مع المجتمع دون خوف وقلق وتردد
تقوية العلاقة بين الطفل والوالدين
تقوية الثقة بالنفس لدى الطفل كما يكون لديه مناعة أكبر ضد المشكلات الاجتماعية ومرونة للتعامل معها
ارتفاع الحصيلة الدراسية حيث أن الطفل الذي يعامل بشكل سوي يكون لديه شعور بالمسؤولية تجاه مستقبله عن غيره من الأطفال الذين فقد يخشون العقاب
يستطيع الطفل إنشاء علاقات سوية بسبب اكتسابه قدر كبير من مهارات التواصل الاجتماعي
التعامل السوي بين الآباء والأبناء يجعل الطفل بار بشكل كبير وقادر على احترام الابوين عن قناعة وليس نتيجة للشعور بالقهر
انخفاض معدل الإصابة بالاكتئاب بين الأطفال الذين اعتمدوا الوالدين في تربيتهم على التربية الإيجابية وذلك لاختفاء التوتر والقلق المرتبط بالعقاب القاسي والتعنيف

أسباب فشل التربية الحديثة

البعض اعتمدوا على أساليب التربية الحديثة في تعاملهم مع أبنائهم ولكنهم تفاجئوا بأنها جاءت بنتائج سلبية فما سبب ذلك؟

احياناً تأتي الظروف غير مواتية للتربية الحديثة مثل ظروف عائلية أو أزمات مادية أو توتر في حال الأسرة فيبدأ حدوث اضطراب بين اتباع أساليب التربية الحديثة فترة وعدم القدرة على اتباعها لاحقاً
اختلاف أسلوب الأبوين أي اتباع الأم أسلوب والأب أسلوب آخر
استخدام أساليب غير متوافقة مع حياة الطفل الشخصية، فبعض الأمهات تعتمد على نظام التربية الحديثة دون النظر إلى ظروف الطفل الخاصة إذا كان فاقد الأبوين أو لديه اختلافات في المظهر العام، فلابد من استخدام أساليب التربية الإيجابية للاطفال مع مراعاة الفروق الفردية

تحدثنا في السطور السابقة عن التربية الإيجابية تعريفها ومبادئها وكيفية تطبيقها مع الطفل ونقاط سلبية يجب تفاديها لرؤية التأثير الايجايي للتربية الحديثة، تفاصيل كثيرة تم ذكرها في بحث شامل يهمك في تربية طفلك.