للتواصل معنا
رواية المقامر فيودور دوستويفسكى قصة مستمدة من حياة المؤلف ذاته فهو كتبها أثناء إحدى رحلاته لممارسة القمار في بلد ما وهنا قرر أن يستحضر روح المقامر وشعوره وكيف يكون مغرم بالكازينو وما يحدث به ولا يستطيع مقاومة اللعبة حتى النهاية ويصبح أمامه طريقين أما الخسارة وفقدان كل شئ أما المكسب وأعتقد عن نفسي أنه شئ مستحيل فلا مكسب من القمار سيكون مكسب حقيقي فهو مكسب جرثومي، تدور أحداث الرواية مستوحاة من شخصية المؤلف حول البطل وهو رجل مثقف يرسى به الحال بالوقوع في الحب مع امرأة روسية ذات جاه ومنصب وميسورة مادياً على عكس حالة تماماً ولكن آرى كلاً منهما لديه ما يميزه فهو لديه الثقافة وهي لديها المال، من خلال حديث بطلنا على مدار الصفحات فأنه يجد أنها لا تحبه أو تشعر اتجاهه بأي مشاعر حيث يجدها تراه محقر نظراً لحاله وتدور أحداث القصة كاملة في ألمانيا حين يقرر هناك أليكسي لعب القمار اعتقاداً منه أنه دخل بوابة تحقيق الأحلام والحصول على تلك السيدة الميسورة الحسناء، وهو لم يعلم حقيقتها
تبدأ رواية المقامر في وصف حالة لاعب القمار تلك الحالة المتناغمة التي يعيش بها في هالة من السكر والصراع النفسي بين أن يصبح من الأثرياء دون جهد والمجازفة في أن لا يمتلك أي شي مما لديه وربما يخسر حياته غيره من أسرة وأبناء خلفه، وهنا نرى الكثير من القصص فهناك المقامر الفقير في الكازينو والذي يقامر بحياته والمقامر الغني الذي يلعب بالمال ضامعاً في أن المزيد، ولو نتحدث قليلاً عن دستوفيسكي البطل الحقيقي وكاتب الرواية فهو حقاً مقامر مستميت قامر حتى مرض وهلك في الكثير من البلاد أشهرهم المانيا وفرنسا وأيضاً سويسرا حتى أدمنها واستطاع التغلب على ذلك الإدمان في عام 1871 فتوقف عن اللعب جذرياً دون عودة
تستعرض رواية المقامر فيودور دوستويفسكي على مدار أحداثها القوة الكامنة التي يستطيع الإنسان تفعيلها حين يشعر أنه على وشك الهلاك، وبالرغم من نهاية الرواية التي وضعها المؤلف والتي يراها الكثير أنه ليس من المفترض أن ينهيها هكذا حيث استطاع البطل المقامر أن يعود لحبيبته بولينا بالمال من مجازفة القمار نتيجة لإصراره على هدف الفوز بها الذي يرغب الكاتب في أن يوضح قيمة الإصرار ولكنه ظهر كأنه يدعم استخدام الإصرار بالسير في طرق ملتوية وكان من الممكن أن يدعم الإصرار بالكسب بشكل مشروع، ولكن ربما الرواية تعكس حياة أشخاص حقيقية قرروا اللعب من أجل تحقيق شئ ما والامتناع عن المجازفة مرة آخرى وأراد الكاتب أن يتمتع بالحقيقة التي تحدث هناك دون تجميل
في نهاية الرواية يكتشف البطل الحقيقة الكامنة خلف طلبها منه أن يقامر فهي ترغب في تسديد ديون والدها الجنرال الذي كان ينتظر موت الجدة الثرية للحصول على المال واسترداد الرهن الخاص به ومعاودة حياته والزواج من مدموزيل بلانش دي كومينج، وبعد أن يقدم أليكسي المال الكافي لبولينا وجميع ما كسبه من الكازينو ولكنها كانت تستخدمه كأداة لتحقيق رغباتها والسخرية منه ونلاحظ ذلك في الكثير من المواقف منها طلب منه أن يلقي بنفسه أو أن يوبخ المارة وغيرها من المواقف حتى تسببت في أن يخسر عمله كمدرس لدى أولاد الجنرال