
للتواصل معنا
ملخص رواية انت فليبدأ العبث للكاتب محمود صادق، هناك روايات تأخذك في رحلة مشوقة وهناك روايات تجعلك تتوقف بعد كل صفحة لتفكر وتتساءل وتتأمل، ثم هناك روايات مثل: أنت.. فليبدأ العبث، التي تمسك بك منذ السطر الأول وتجذبك إلى عالمها ثم تتركك في نهايتها بصدمة لا تدري كيف تتعامل معها، إنها ليست مجرد رواية بل إنها مرآة تعكس ما بداخلك وتطرح عليك سؤالًا مخيفًا: هل تملك زمام حياتك؟ أم أنك مجرد دمية في يد القدر؟
رواية انت فليبدأ العبث من تأليف محمد صادق تبدأ بلعبة لا تبدو خطيرة في البداية بطلها حازم كتخدا كاتب روائي مشهور قرر أن يبتكر مشروعًا فريدًا لروايته الجديدة، لم يعد يريد أن يخلق شخصيات من خياله بل يريد أن يجرب شيئًا أكثر جرأة: أن يختار أناسًا حقيقيين يضعهم داخل قصته ويدفعهم إلى اتخاذ قراراتهم بأنفسهم ليكتشف في النهاية هل هم مسيرون أم مخيرون؟
تتوالى الأحداث في رواية انت فليبدأ العبث ومع كل خطوة يخوضها حازم نجد أنفسنا نراقب شخصياته كما يراقبها هو ونرى كيف يتحركون داخل الحبكات التي وضعها لهم، لكننا نبدأ في التساؤل: هل هو من يحركهم؟ أم أن مصائرهم كانت مكتوبة بالفعل؟ الكاتب يستخدم مفهوم حبكات جورج بولتي الـ36 وهي النظريات التي تؤكد أن جميع القصص في العالم تنتمي إلى 36 حبكة رئيسية فقط لكنه يطمح لاكتشاف حبكة جديدة الحبكة رقم 37 التي لا تعتمد على الصراع المعتاد بل على تجربة الحياة نفسها.
ما يجعل انت فليبدأ العبث رواية مميزة ليس فقط فكرتها العميقة ولكن طريقة السرد التي تدمج بين الفلسفة والتشويق، رواية انت فليبدأ العبث لا تكتفي بطرح الأسئلة الكبرى حول الحرية والقدر بل تجعل القارئ نفسه شريكًا في التجربة، هل أنت صاحب قراراتك حقًا؟ هل ما تعتقد أنه اختيارك الحر هو حقًا اختيارك أم أن هناك قوة خفية تدفعك نحو طريق معين؟
ومع تقدم الأحداث تبدأ الشخصيات بالتفاعل مع الحبكات المختلفة: الخيانة والحب والطموح والتضحية والصراع النفسي والقتل والصداقة وأيضًا الانتقام، كل شخصية تمثل حبكة معينة وحين تتشابك هذه الحبكات نصل إلى السؤال الأهم: هل نحن مجرد أدوات في لعبة الكاتب؟ أم أننا نكتب مصائرنا بأنفسنا؟
رواية انت فليبدأ العبث ليست فقط حكاية مشوقة بل هي مرآة تجعلك ترى نفسك كما لم تفعل من قبل، إنها تجربة تضعك أمام نفسك وتجبرك على التفكير في حياتك وقراراتك وتتركك في النهاية مع سؤال واحد: هل كنت يومًا ما جزءًا من هذه اللعبة دون أن تدري؟