M3aarf Telegram

ملخص رواية أبادول | حين يتكلم الصقر

كتابة : حنان لاشين

رواية أبادول من تأليف حنان لاشين، عمل روائي فانتازي عميق يمزج بين الأسطورة والواقع، حيث يخوض شاب مغامرة خارقة بين الجن والكتب السحرية والملك زريق، بحثًا عن النور والهوية في عوالم مظلمة.

ملخص الكتاب

رواية أبادول من تأليف الكاتبة حنان لاشين، في عمل أدبي ساحر تجسّد رواية أبادول تجربةً فريدة من نوعها حيث يمتزج الواقع بالخيال وتتماوج حدود العقل واللامعقول، بأسلوب رمزي فلسفي يلامس القلب والروح تنسج حنان لاشين خيوط الحكاية حول شاب يُدعى توفيق الذي لم يكن يعلم أن انتقاله إلى منزل قديم في قلب الفيوم سيكون بداية رحلة لا تشبه أيّ رحلة.

في ذلك البيت العتيق تبدأ رواية أبادول في كشف حجب الغموض شيئًا فشيئًا، تظهر له طيور غرائبية وصقور متكلّمة، أولها الرمادي وهو صقر ذو حكمة ونظرة ثاقبة يفتح لتوفيق بوابة إلى عالم آخر، ليس عالم الأحلام بل عالم الأساطير المضمّخة بالحكمة والخوف والدهشة، لا يلبث أن تهجم عليه غربان الشر وتبدأ الكائنات الجنّية بالظهور حتى يدرك أن ما يعيشه يتجاوز حدود التصديق.

وفي لحظة مفصلية يسقط توفيق في بحر الظلمات فتدخل رواية أبادول في مرحلة أكثر سحرًا وغرابة، هناك تحت سطح الماء وفي عمق الظلام يلتقي بكائنات بحرية لا تُنسى ويجد نفسه وجهًا لوجه مع ملك الجن زريق الذي لا يطلب سوى مساعدته في العثور على ابنه المختفي في مدينة النحاس، وتبدأ مغامرة وجودية تتقاطع فيها الأسئلة الكبرى: من أنا؟ ولماذا أنا هنا؟ وما معنى أن أختار طريقًا يكسوه الخوف لأجل من لا أعرفهم؟

رحلة توفيق ليست فقط عبورًا في جغرافيا غريبة بل هي اختراق للروح وبحث عن النور في عالم تتناهشه مملكة الشيجور التي تمثل الظلام والجهل والقهر في مقابل مملكة البلاغة، حيث الحرف نور والمعرفة خلاص، في هذه الثنائية تعود رواية أبادول لتؤكد أن الحروف ليست حبرًا على ورق بل مفاتيح للنجاة، وأن الكتب كما يقول توفيق: تناجيني وتحاورني وتسلبني وقد تجاملني".

وهكذا لا تُقدّم حنان لاشين مجرّد ملحمة خيالية بل تفتح في رواية أبادول نافذة تأمل في صراع الإنسان مع ذاته مع الجهل ومع قوى خفية تحكمه دون أن يدري، ومن خلال حوار عميق بين توفيق والدكتور مودود يتراءى للقارئ أن هذه الحكاية رغم كل ما فيها من رموز وأساطير، ما هي إلا مرآة لحياتنا الحقيقية حيث الموت حق وهذا قضاء الله وعلى الجميع أن يسلم ويرضى.

وعبر تنقّل توفيق في العوالم تبرز رمزية الأماكن والرموز: مدينة النحاس هي مدينة المعرفة المفقودة وهي انعكاس لعالم فقد بوصلته، والكتب السحرية الخالية من الكلمات ما هي إلا أرواح خاوية لم تجد من يملؤها بالحكمة، وتظهر دولة اللاجئين التي ورد ذكرها في سياق الرواية كرمز للهاربين من واقعهم الباحثين عن أمان لم يعرفوه.

وبين كل هذه العوالم المتشابكة يظل صوت الرمادي -الصقر- هو البوصلة والدليل والسؤال المتكرر عن المصير كما لو أنه الضمير الذي لا يغيب، وقد بلغ التماهي ذروته حين يصبح توفيق هو أبادول نفسه الإنسان الذي عبر من العدم إلى الوعي.

ووسط هذا السرد العجيب لا تغيب لمسات حنان لاشين عن تضمين اقتباسات خالدة لتُعبر ببساطة عن جوهر رواية أبادول: الرحلة إلى الداخل حيث يتكشّف كل شيء، ومع تكرار التحوّلات والتجارب يتبين أن رواية أبادول ليست فقط عن الجنّ أو العوالم الموازية بل هي عن الإنسان حين يضيع ثم يجد نفسه مجددًا في الحكاية.

ومن يُفكّر في تحميل رواية أبادول سيجد نفسه على عتبة حكاية عميقة لا تُقرأ لمرة واحدة، بل تستدعي العودة مرارًا بحثًا عن معانٍ اختبأت بين السطور.